الرئيسية » » ستظل سرينة الإسعاف تعوى طويلاً | أمجد ريان

ستظل سرينة الإسعاف تعوى طويلاً | أمجد ريان

Written By هشام الصباحي on الخميس، 14 أغسطس 2014 | 1:07 م

ستظل سرينة الإسعاف تعوى طويلاً

..

حوائط البيوت مقشرة 
والوجوه شاحبة ، 
وأصوات العويل فى مدخل البيت 
هل يضعون النوشادر على الأنف من أجل الإفاقة ؟ 
فيفتح المغمى عليه عينيه ، 
الصنبور ينقط فى حوض الحمام ، فأسأل نفسى : 
كيف نفهم غايتنا من الحياة ؟

أطلق ضحكة يتيمة بعد أن تذكرت حوادث عشتها فى الطفولة 
ومنذ البداية ، وأنا أدحرج الحياة فى شوارع لا أعرفها .

الجثامين الفلسطينية التى تفحمت مرصوصة بغير نظام
وأنا أنظر ناحية الجدران التى لازالت بالطوب الأحمر والمحارة 
وأسأل كم خلفها من الجثامين ؟
دائما نضع الأقنعة على وجوهنا : ونظل ندور داخلها .

النوشادر : المادة الفعالة التى تثير أعصاب المخ
آلامنا اليومية ، لانهاية لها ، وليست حروف الأبجدية سوى فقاقيع .

أتأمل شكل المقص المعدنى : حلقتان دائريتان وشفتان طوليتان ، يضمهما مسمار دائرى ، وكم أحلم أن أقص قطاعات من الوجود :
كلما رفعنا قناعاً من على الوجه تبقى أقنعة .

أراقب الغبار فى خط شمسى دخل من ثقب الشيش 
وأسال : ماذا تريدون ؟ هل تريدون : الغيبوبة ؟ .. 
هل تحتاجون إلى القناع الأفريقى الذى يغطى نصف الجسد ؟

قال الطفل الفلسطينى قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة : سأقول لله كل شىء .

يظل البشر طوال اليوم يشبكون الحروف الأبجدية ، 
ويشكلونها فى عناقيد وتباديل بلا معنى ، 
وليس الجسد سوى آلة بيولوجية ، تظل تدور حتى تتعطل ،
كان الجالسون يثرثرون ، يثرثرون : ألسنة تضرب وأصابع تتحرك . 
وأنا أنادى : 
من فضلكم ضعوا كل نوشادر العالم فوق أنفى .. فوق أنفى ضعوا كل النوشادر ، اكبسوا النوشادر فى أنفى وفمى .


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.