ستظل سرينة الإسعاف تعوى طويلاً
..
حوائط البيوت مقشرة
والوجوه شاحبة ،
وأصوات العويل فى مدخل البيت
هل يضعون النوشادر على الأنف من أجل الإفاقة ؟
فيفتح المغمى عليه عينيه ،
الصنبور ينقط فى حوض الحمام ، فأسأل نفسى :
كيف نفهم غايتنا من الحياة ؟
أطلق ضحكة يتيمة بعد أن تذكرت حوادث عشتها فى الطفولة
ومنذ البداية ، وأنا أدحرج الحياة فى شوارع لا أعرفها .
الجثامين الفلسطينية التى تفحمت مرصوصة بغير نظام
وأنا أنظر ناحية الجدران التى لازالت بالطوب الأحمر والمحارة
وأسأل كم خلفها من الجثامين ؟
دائما نضع الأقنعة على وجوهنا : ونظل ندور داخلها .
النوشادر : المادة الفعالة التى تثير أعصاب المخ
آلامنا اليومية ، لانهاية لها ، وليست حروف الأبجدية سوى فقاقيع .
أتأمل شكل المقص المعدنى : حلقتان دائريتان وشفتان طوليتان ، يضمهما مسمار دائرى ، وكم أحلم أن أقص قطاعات من الوجود :
كلما رفعنا قناعاً من على الوجه تبقى أقنعة .
أراقب الغبار فى خط شمسى دخل من ثقب الشيش
وأسال : ماذا تريدون ؟ هل تريدون : الغيبوبة ؟ ..
هل تحتاجون إلى القناع الأفريقى الذى يغطى نصف الجسد ؟
قال الطفل الفلسطينى قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة : سأقول لله كل شىء .
يظل البشر طوال اليوم يشبكون الحروف الأبجدية ،
ويشكلونها فى عناقيد وتباديل بلا معنى ،
وليس الجسد سوى آلة بيولوجية ، تظل تدور حتى تتعطل ،
كان الجالسون يثرثرون ، يثرثرون : ألسنة تضرب وأصابع تتحرك .
وأنا أنادى :
من فضلكم ضعوا كل نوشادر العالم فوق أنفى .. فوق أنفى ضعوا كل النوشادر ، اكبسوا النوشادر فى أنفى وفمى .