الواقعـة
... وحتى مَطلعِ الفجّر ظلَّ الأمراءُ ينوؤون في الصّحو ويذبحونَ بسيوفٍ من الذهبِ الخالصِ تُيوسَ الجبالِ الوّعرة. وظلَّ الهَرجُ على أشدّه في الحكاية التي انطلتْ على نَظَّارةٍ جاءوا مع الخُضرِ والمواشي.
وكما يَرى النائمون رَأوا:
ديكةً تأكلُ أعرافها،
صياحاً يتكسرُّ في الممرّاتِ
ويسيلُ على المرّمر،
فرساناً غابرينَ يخلعونَ قبّعاتهم المتّربَةِ في غرفِ النومٍ
ويطلبونَ من الخدمِ التحدثَ بلغتهم الأمِّ،
أزيزاً من الورق المقوّى
يُدبُّ الهلعَ في قلوب الحائِكات،
طيوراً تغري أشجاراً قصيرةَ القامةِ بمياهٍ بعيدةٍ،
أقماراً مُحدّودبةً تهشُّ على مخلوقاتٍ ثابتةٍ في التلال،
نساءً في لحظةِ الطلّقِ يتشبّثنَ بقمرٍ غاربٍ،
راقصاتٍ يتطوَّحنَ بين عشاقٍ فرّوا من أحضانِ زوّجاتهم،
رنيناً زائفاً لمسّكوكاتٍ بادلها لصوصٌ بعلبٍ من التبغ،
سعاة يفتّشون بين الأضرحة
عن عناوينَ لمراسلاتٍ قانونيةٍ،
زوجاتٍ يكشفنَ لقضاةٍ نائمينَ
عن آثار سياطٍ على الأرداف،
رعاةً ينحرون كبشاً أمامَ عاشق يتفانى في الذهول،
صيادينَ بخطاطيفَ وسيورٍ جلديةٍ
ينشرون شِباكاً كبيرةً على الصّخور
ويشربون نخبَ القراصنةِ الذين كانوا.
طيوراً
تخرجُ
من المشّهدِ
وتحطُّ على رؤوس النظّارة.
والأمراءُ الذين استبدلوا بزَّاتهم
الداميةِ بأُخرى مذهّبةٍ
بَرَقَتْ أكتافُهم في الشفقِ،
أغمدوا سيوفَهَمُ الرّشيقة َ في ندى
الحكايةِ،
وانطووا
في الكتاب.
نيقوسيا 85 ـ 1987
