الرئيسية » » قميص يوسف | أحمد العربي

قميص يوسف | أحمد العربي

Written By Unknown on السبت، 13 سبتمبر 2014 | 12:59 ص



قميص يوسف


نحن في الأفق الرخيم
نحرث الغيمات ..
لنزرع قلوبا من إجاص
بين مدّ يطاول أعناقنا
وجزر يناوىء رمل الكائنات
نحن في البحر عقم مالح ..
حاثّة الإنبات لم تتخلق
تشدّنا الثورات إهليلجا يمضي كئيبا لا نعرف إن كنّا خريفا
فالربيع ما تفتقت براعم اليتم فيه لكنها ثمار أينعت دما وسفرجلا وعناقيد غبار
....


كما يعقوب سيد الأحزان ..تلال دموعنا سفحت لتسقي حقول الكبرياء التي لم تُنبت على الصخر إلا صخورا واجمات..
وبئرا مرتعا للأغلال والظمأ المسافر كالخطايا
لا ماء تأتيه السَّيّارة لتنقذ ذلك ال..يوسف
ولا قافلة تجيء
هذه الرمضاء من كلح العقول ..يشتدّ فيها الوهن كماء آسن ..ملجأ لفجّ الأرض
أعمق من قاماتنا البلهاء تسكن في جباه الوقت والذل
الضريح يهتز كريح بل كغيم لا نراه ..لا يعرف حدود الشمس ولا الشتاء
...

لا تفتح ذراعيك للوقت ولا لمطر الخديعة ..قف ..
في قاسيون ذابت كل الترهات كثلج أدمنّا رماده الذي لا يحترق
إسأل..أيوسف تأتيك البشارة ؟
ونحن لم نضمد ملحنا الكاوي وجرحنا المكتظ فينا
نُذُر السماء لم تأت لتُرقِىء نزفنا العاري .. ولا حتى تواسينا
..وأنت الظل
عفوا أنت تشبه الظل تماما إلا في استراحة الفيء من قيظ الهجير
أنا المكلوم في وطن الزنابق والحكايا
وطن الحرائق والخيام التي تعبر طرق الريح والغبار الكامد الألوان
أتلقّى ظلي المفقود فيك ..أطعنه بهواء بارد
لا عطر ينثال كوجهك ..ظمأ وحيد يعتري كل القوافل
.......
تعكسك المرايا ...لا شيء يشبه ظلك المفقود
جرار حزنك تلتمع
لا تكن شريكا في ظلم المرايا .أو تهشيم وجهي
الرزايا تحيطنا
نحن كحقل بارد
مارق من كل حكايات السأم
ظلك المذبوح كظلي ربما ليس تماما
والشمس أرجوحة للصمت
لا تحزن كلنا في الإرتحال غبار
لا يخلق إلا العطاس ..ورمل
تشمتّك البراري
يرحمك الله بنيّ
وأنت لا تجيب
أعمى تدير رحى الارض بكاءا
تذروك الرياح ..تأخذك بعيدا ولا أفق
...
سراب أنا.. وأنت
والوصل مفترق الطريق
شركاء في الحزن كلانا
فلنوارب المأساة قليلا
تدخلنا نسائم من ربيع
أوشاجنا معلقة على الرواية والطريق
عرايا نحن
أسلمنا الجميع للوحل والهم ّ المدثَر بعباءات انتقام
مصلوبون حتى العظم
على بوابة ذاك الربيع
ننتظر..نمدّ أذرعة اللهاث على عشب قريض
هل يرسل يوسف ذات القميص؟


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.