عندما يرى الآخرين طيبتك
احسان الصالحي
عندما يرى الآخرين طيبتك سذاجة فيجعلون منكِ سلماً حقيراً لصعودهم و لقمة سهلةً لكي تشبعهم عندما تأتي طعناتهم تباعاً ويسخرون منك في غيابك ويدعون الطيبة والاحترام في حضورك لأنك فقط كنت صادقاً مخلصاًُ طيباً معهم وأثرتهم على نفسك وخدمتهم بتفاني وعندما يتمادون في ذلك بلا رادع ولا خشية فلاتعجب هذا التصرف منهم واهلا وسهلا بك في مجتمع البشر السائد لانه قد انقلبت المفاهيم في قاموسهم فهم يعتبرون طيبتك ضعف و هوان وسذاجة و غباء فلاتلمهم لانهم اناس لايعرفون للاخلاق معنى ولا يوجد في قاموسهم مصطلح اسمه الطيبة او الفضيلة او اي صنف من الاخلاق الحميدة واساس قواميسهم الانتهازية والاحتيال والوقاحة والسرقة والطرق الملتوية ومحور حياتهم النفاق والكذب والرياء وتأسف كل الاسف ان الاغلبية على هذه الشاكلة ومجتمعاتهم عبارة عن قشور هشة وطبول فارغة تسمعك جعجعة ولاترى طحناً فترى وجوهاً ذليلة يكسوها ذل المعصية واجسام هزيلة تعتيريها امراض السيئات وسواد القلوب وعقول تافهة تناقش سفاسف الامور وتترك عظيمها وتهتم بالعجيفة وتترك السمينة وتجد اناس يمرضون من كثرة الطعام واناس تموت من قلته فلا تجد الا ان تسترجع وتقول ( اللهم احسن خاتمتنا واجعل خير اعمالنا خواتيمها وخير ايامنا يوم نلقاك ) لانك في زمان تغيرت في المصطلحات واصبحت الغلبة لكل وقح واصبحت المهارة لكل محتال واصبحت الحقارة جراءة وماخفي كان اعظم واللهم سلم سلم . و عذراً إليكّ أيها الطيب .. إن لم يقدرك هؤلاء..فهناك في السماء من يقدرك ويحفظ لك عملك الصالح ليجعله زخراً لك وسنداً وصديقاً حميماً مخلصاً ينفعك ويقف بجانبك يوم لاينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم .
.
.