هكذا يأتى الشتاء
السيد ماضى
هكذا يأتى الشتاءْ .... بين دفءٍ واشتهاءْ .
وارتجافات التوهجِ .... واحتقانات المساءْ .
وبلادٍ من سكونٍ .... وكؤوس ورواءْ .
وانهمار الشعرِ يأتى .... من أهازيج النداءْ .
لو تلاقبنا عرفنا .... أىّ سحر فى اللقاءْ .
قد بدا الليلُ دفوقًا .... بانسكاباتِ السقاءْ .
وترقرقَ فيه شعرٌ .... فى شواطينا رجاءْ .
صفحةُ النهرِ تغنى .... بالنجوم الأوفياءْ .
زارت النجمة نهرى .... وتتوق إلى الضياءْ .
فضةٌ تومض سحرًا .... فوق أمواج البهاءْ .
تتسابقُ فى التلهفِ .... بيننا ماءًا لماءْ .
نرتجيها فى الليالى .... ثم يُهديها الشتاءْ .
تمنح الفضةُ قلبى .... من لآلئها صفاءْ .
والتألقُ يعترينا .... فنغنى ما نشاءْ .
من تباشير التمنىَ .... والتباشير غناءْ .
جال فى النفس نسيمٌ .... فوق أغصانٍ وجاءْ .
طيره حطّ رقيقًا .... عاد من أمس العناءْ .
وأزاح الغيم حتى .... طال من نجم السماءْ .
فانتشينا فى عناقٍ .... بين سحر وارتقاءْ .
وشموخ وغرورٍ .... وسموٍ وسناءْ .