وطني الغريق
أضعْتُ السبيلَ وغابَ الرفيقْ*** وأصبحتُ في الخلقِ مثلَ الغريقْ
وردتُّ المنايا بقلبٍ رقيقْ*** أنوحُ وأحْمِلُ ما لا أُطيقْ
فكيف أُخَيَّ سنمضي الطريقْ؟ *** وفي الأرضٍ نحيا ولستَ الصديقْ
وأضمرتَ حقدًا فأنَّى تفيقْ ؟ *** وأنت المقاتلُ في ذا المضيق
وضاعتْ قضايا كعصفٍ حريقْ*** وليس يُرى للأمانِ بريقْ
وساد الهوانُ وأمرٌ سحيقْ *** كوحلٍ كثيرٍ وبحرٍ عميقْ
تقول تعالَ فذاك الطريقْ *** وأنت أُخَيّ أشرُّ شقيقْ
أخذتُ عليكَ وخُنْتَ الوثيقْ *** كمثلٍ سرابٍ ومحضٍ زعيقْ
وفرَّقتَ شملي وشتَّ الفريقْ *** وكلَّ سلامٍ أخذتَ تُعيقْ
وأَبْدلتَ شدوي بذاك النعيقْ *** وقطّّعْتَ وصلي وكلَّ لصيقْ
وجئتَ تلومُ فؤادي الرقيقْ *** متى مِن سباتِك سوف تفيقْ ؟
وأَحْكمتَ قيدي وخصمي طليقْ*** فرفقاً بقلبي فلستُ أُطيقْ
وغلّْقّتَ عني فصدري يضيقْ *** ألا فاعلمنّ.. الضلالُ محيق
سأَبْذلُ جَهدي وكلُ وفيقْ*** ونسعى سوياً لأمرٍ خليقْ
لنحيا أُخَيّ بنصرٍ حقيقْ *** ألستَ رفيقي ألستَ الصديق ؟
إذا ما تجيءُ تراني عشيقْ *** لأجلك صنوي دمائي أُريقْ
فنحنُ لأرضٍ وشعبٍ عريقْ *** ليأبى النفاقَ وما لا يليق
فربُ البرايا وبيتٍ عتيقْ *** أقلْ عثراتي فإني غريقْ
