عُذرُكَ مَقبول
القلبُ يَئِنُّ مِنْ أَلمِ ... وهناءُ شِفائي مِن سَقمي
والعمرُ لِيمضي مُحترقَا ... مِن ذلِّ الهَمِ ومِن غمم
وورودُ فُؤادي مُزهِرة ... بالذوقِ وفي عذبِ النغم
وبحورُ الشعرِ بِها خَللٌ ... إنْ كانتْ تعجزُ عنْ وسم
فأنا المشدود إلى غزلٍ ... لَيضيءُ بَهاءً في العتم
وكتبتُ كَلامي في عجلٍ ... ومُرادي يُعرفُ مِن كَلمي
فالحبُّ سَماؤُه مُقمرةٌ ... في ليلٍ يَخلو مِن نَجِمِ
لكنَّ الحبَ مساوِئَه ... في جرحِ فؤادٍ أو ندمِ
وإذا صرحتُ بِه علناً ... أخطأتُ وقدْ زلتْ قَدمي
وشجونُ فؤادي باديةٌ ... في أنٍّ أو خطِ القلم
فَارحمْ قَلبي أو خذْ بِيدي ... لا تعبثْ في قلبِي الكَلِمِ
وأَضئْ بشموعِك معتتمي ... فَالعيشُ بغيرك كالعدم
إنْ كنتَ بِوصلِك مقتدراً ... فالخيرُ لَفي وَصلِ الرَحِم
واللهُ يباركُ في هممٍ ... تَأتي بالخيرِ وبالنِعم
وعشقتُ وحبكَ أرهقني ... وغدوتُ أئنُّ مِنَ الألم
إذ قلتَ بلوغكَ ممتنعٌ ... والقيدُ سميكٌ من قدم
فبكيتُ على حظٍ نكدٍ ... وقتلتَ بهجركَ مبتسمي
ورقصتَ على جرحِي طرباً ... لمْ ترعَ لِحلٍ أو حرم
بعدَ الخذلانِ تُعاودني ... وتقولُ سرورُكَ من قيمي
وأنا المشتاقُ وبِي شغفٌ ... وهواكَ بقلبي كالوشم
لكنَّ الدنيا مُدبرةً ... عن كلِ سرورٍ أو كرم
والعينُ لفقدكَ دامعةٌ ... تحيا بخواءٍ أو أَجمِ
والحقُ أقولُ أيَا أملي ... منْ غيرِ ظنونٍ أو وهم
العجزُ لنفسي مغتفرٌ ... فاجعلْ عَبَراتي في سَلَم
فعذرتُ دموعك مقتنعاً ... والعفو جمالٌ من شيمي
وكتبتُ على بحرٍ خببٍ ... وجعلتُ قبولي في نظمي
فالشعرُ لنفسي موهبةٌ ... ستراه بنظمٍ أو نغمِ