الرئيسية » » سعادة زائفة | أحمد انعنيعة

سعادة زائفة | أحمد انعنيعة

Written By Unknown on الأربعاء، 11 فبراير 2015 | 12:36 ص



سعادة زائفة
أحمد انعنيعة


كنت أظنه ممن يؤدون ثمن فناجين القهوة لأداء ضريبة الجهل ...وممن يفوزون في

الانتخابات ويشرعون القوانين وهم لا يفقهون شيئا...سألته وهو يحتسي قهوة بجانبي بعد


ان ألفت ظله واستأنست بنظراته الخاطفة التي كانت تجول المكان في زمن قياسي:

-ومالك عن المحاكاة؟

قال:عدم الكفاءة

-وماذا عن انحلال النظام الجمالي؟

قال:ان خيالي مخزني

-هل تمتع بتبجل الادب؟

قال:انه نظام قديم للحياة

-هل تعيش خارج ثخوم العقل؟

فسألني:أتقول عن عقلانية تفسد الشعر؟

-أهو انفصام في تطور رغباتك؟

قال:انه شغف مذاهبي

-هل هو نور جوهر طغيانك؟

قال:أطالب بعصر الفائدة

-وماذا تقول عن طور فساد الأفكار؟

قال:هي التيارات المتضاربة فقط.

-وهل تعرف ان مواقعك تحجبك عني عاصفة الغبار لتحول الرؤيا بيننا

قال: لأنك تعيش في مهاوي وعد وحدوي

-لكني اعرف من يخالفني

قال: ومتى تنتهي عندها فترة الحداد...

-لا لن تنتهي... انا اسبح في روائح متوهجة في غوغاء الثورات

قال: ارحل قبل ان تبرم الحبال تلو الحبال لجر ادوات هياكلك تحت لفح رذاذي...

-انت لا تعرف اني خليط مشتت ..لا اعرف كيف اضبط مفاصلي...ولا اعرف كيف اعانق

اعضائي..

قال: انت تخلخل اطمئناني... وتؤجج تناقضاتي...

-سأحبو خارج مسكني لأني لا اعرف المشي بعدك وعمري اشرف على النفاذ...

قال: إنا قادر على إخراج أناس من مدينة الطين والحجارة والقصب

-أتريدني أن أسكن تحت مظلة شمسية في صحراء الشواطئ مع الضالين.. أم تريدني أن

اكتري بيتا في فندق بخمس نجوم بحي شعبي ...

قال: لا اريدك ان تتسلق أدراج العاليات من أبراجي....

-وهل تريدني ان أمد إبهامي لسيارة تنقلني الى هناك... لأن فرسي لا يصهل في الفنادق

الشهيرة...

قال: كيف أصنع لنفسي ظلالا تقيني حرارة حضارتك... أأنت المثقف الوحيد الذي تعيش

في مأدبة الوحل..

-هل تريد أن تأخذ مدفأتي مهدا لك في هذا المكان لأحترق وحدي على ألسنة نيرانك

قال: اصغ الي ساعة واحدة لتأخذ قرونا من الكلام...أنا أكره ما تكرهه....أكره أن تشطر

قلبي نصفين...

-أحارب السمنة كل يوم ... ولن تعتلي يوما فوق كل جسوري العائمة...

قال: لتكن الحرب ...إذن..

-لا ترتب صعودي...فأنا لا ملامح لهويتي...من فضلك ضعني في مرتبة تسعف خلقي لأغني

امامك نشيد أسوار مناعتي...وأزين ذقني...

وبعد أن أطبق الصمت على المكان وانتهى كلامي ،شكرته على أجوبته المتمرسة وقلت

له:تمنيت لو ان كل المنتخبين في بلادنا كانوا من طينتك...سيفقهون عندئد لما يكتب

لهم... ويوقعون ما يقرؤون بكل وعي...ان بلدنا تورطت معهم حتى شحمة الاذنين...



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.