بئرٌ مُعَطَّلة
أشرف قاسم
قلِقاً
تسافر بي الجهاتُ
إلى الجهاتِ
وتصطفيني الأسئلةْ
بيني وبين بشاشةِ الأشياءِ
حزنُ ملامحي
ومسافةٌ للركضِ
نحو المقصلةْ !
قمرٌ
على أُفْقِ انسحاقي
واقفٌ
وطريقُنا في آخر التجوالِ
يشطبُ أوَّلَهْ
أنا مُنذُ حُزنينِ
انتحيتُ بِقصَّتي
وقصيدتي قسراً تجيء
بلا أيادي القابلةْ !!
هذا متاعي
دمعةٌ
وحقيبةٌ ملأى
بأوجاعِ الدروبِ المُقفَلةْ !
" بئرٌ مُعطَّلةٌ " أنا
هل تشتكي الآبارُ
من وجعِ
ارتحالِ القافلةْ ؟
يا ضيعةَ الغُرباءِ دون زيارةٍ
تبكي السماءُ
على دموعِ عيونهم
تخضرُّ من دمعِ السماءِ
مواسمُ العطشِ
الطويـ...............ـلِ
وكلُّ أرضٍ قاحلةْ
هذا نزيفُ دمي
على رملِ الطريقِ
وصُحبتي يمضون
فوق ملامحي
أرأيتَ مقتولاً
يُقَبِّلُ قاتلَهْ !؟
حزني شروخٌ
في مرايا أحرفي
فَلِمَن أبوحُ بحسرتي
إلاَّ لِجمعِ أراملٍ
يكشفن
عن وجعِ افتقادِ بُعولِهنْ؟
حرمانهم نفيٌ
وهل في الكونِ
أقسى مِن نحيبِ الأرملةْ ؟
* * * * * * *
قلِقاً ...
على ظِلِّي اتَّكَأْتُ
كموجةٍ في البحرِ
تلطمُ ساحلَهْ !
الآن ...
أقرأُ ما تيسَّرَ
مِن كتابِ تغرُّبي
أُلقي برأْسي
فوق صدرِ حبيبتي
فهل البلادُ تغيرت
حتى أُحِسُّ بغربتي
في حضنها ؟
لا شئَ يشفع للأحبةِ
غير ما قد قدَّموا
وأنا تحاسبني البلادُ
على تقاسيمِ الوَلَهْ !!
قالوا :
أضعتَ العُمرَ
تبحثُ عن سرابٍ خادعٍ
والذكرياتُ متاهةٌ
لا تنتهي
تسقيكَ مِن كأْسِ اصطبارِكَ
حنظلَهْ !!
تتلو عناوينَ الأسى
وتظلُّ تقرأُ
في كتابِ الراحلينَ
وتستعيدُ
سنا الوجوهِ الراحلةْ
تخطو على حسَكِ التشَوُّقِ
آملاً في رحلةٍ للمستحيلِ
ألن تتوبَ
عن الحروبِ الفاشلةْ ؟
في عُزلةِ الأحزانِ
ترتعُ راضياً
وتواعدُ الأحلامَ
تُخلِفُ وعدَها
وأراكَ وحدكَ
بين صمتِ الطاولةْ !!!