إحسان الصالحي
لو كنا نستطيع البوح عن كل مابدواخلنا لتجنبنا الكثير من الالم ، وهنا يكمن السؤال الصعب والمحير :- لمن نبوح ومن يسمع ومن يفهم ومن يتفهم ومن ينصت لكل مايجول بخاطرنا ويختلج في صدورنا ، وكم هو مؤلم ان لاتجد من يفهمك وكم هو قاسي ان تجد من يفسر كلامك تفسيراً خاطئاً مخالفاً عكس ماتقصد وكم هو محزن ان تعامل الناس بما تحب ان يعاملوك وهم يعاملوك باقسى المعاملة وبقسوة وكم هو صعب أن تفكر ألف مرة قبل أن تنطق بحرف واحد لآنك سوف تجد من يفهم كلماتك بطريقة خاطئة وهناك من يسرح به خياله ويبنى على كلامك ملاحم ومؤامرات وحروب عالمية وخطط جهنمية وتصبح في خياله منافق اشد نفاقاً من عبد الله بن سلول او مجرماً سفاحاً اكثر من جنكيز خان او شخصاً عديم الرحمة مثل هولاكو ، كم هو قاتل أن تحتاج الى مفسر لكلماتك ومحامي عن عباراتك لكي يفهم الناس سواء المقربون والاحباء أو البعيدون ماذا تقصد وماهو غرضك من كلماتك ، وفي النهاية يبقى الصمت سيد الموقف والخيار الامثل والمناسب وتبقي نفسك هي رفيقك الوحيد الذي يتحمل كلماتك ويعرف ماذا تقصد وماذا تريد وإلى الله المشتكى وحده فهو يعرف خائنة الاعين وماتخفي الصدور وحده لاشريك له .
.
.