الرئيسية » » مشهد آخر من تجلياتها | أحمد اللاوندي

مشهد آخر من تجلياتها | أحمد اللاوندي

Written By Unknown on الجمعة، 5 يونيو 2015 | 9:29 ص

قَلْبِي يُحِسُّ الآنَ ..
أنَّ الجُرْحَ وَلَّى ..
فَارْتَمَي فِي حِضْنِ حِضْنِي يَاْ صَبِيَّةُ
قَرِّبِيْني مِنْ دِمَاْئِكِ،
مِنْ شِتَاْئِكِ كَيْ يُخَضِّرَ رَغْبَةً تَشْتَاْقُ للْبَوْحِ الحَلالِ،
وَللدُّخُولِ إلَى عَوَالِمَ أشْتَهِيْهَا
عَلِّمِيْنِي كَيْفَ أتْلُو سورَةَ الرَّفْضِ المُعَنَّى،
وَالمُغَنَّى فِي هُدُوْءٍ دَاْفِئٍ فَوْقَ ارْتِعاشَتِكِ الَّتي ..
تَحْنُو عَلَيَّ إذَا المَوَاْسِمُ أقْبَلَتْ بِهُمُومِهَاْ،
وَسُدُومِهَا نحوَ انْتِثَاْرِي،
وَانْدِثارِي بالمَدَى
مُدِّي حِبَاْلَ الشَّوْقِ ..
وَاخْرُجْ مِنْ هَزَاْئمَ تَحْتَوِيْني يَاْ بَرَاْحًا لا يَضِيْقُ،
وَيْا شُمُوعًا مَا انْطَفَتْ فِي دَاْخِلِي ..
مَدِّي وَجَزْرُكِ شَاْهِدَاْنِ عَلَى الغِنَاْءِ،
عَلَى طُفُوْلَتِنَا القَدِيْمَةِ ، 
وَالرُّؤَى
هَاْتِي طُيُوْرَكِ قُرْبَ قُرْبِي،
فَجِّري البُرْكانَ فِيَّ ..
فَأغْنِياتُكِ لَمْ تزَلْ تَشْتَاْقُ لِي
إنّي أوَدُّ السَّيْرَ فِيْكِ ..
فَأمْهِلِيْنِي كَي أفُضَّ بَكارَةَ الوَجَعِ/ الحَنِيْنِ،
وَأعْتَلي نَخْلَ انْفِرَاْطِكِ فِي المَسَاْءِ عَلَى سَرِيْرِ تَفَرُّدِي
أنْتِ الْبَلاغَةُ ، وَالنَّهَاْرَاْتُ ،
الْبَنَفْسَجُ ، و(الحَوَاْدِيْتُ)
الْهَوَاْءُ الطَّلْقُ،
وَالوَجْدُ العَتِيْقُ،
وَنَوْرَسِي ، 
وَشَوَاْطِئُ الفَرَحِ الألِيْفِ
تَكَشَّفِي
لا تَخْجَلي مِنِّي ..
فإنِّي فِي فَضَاْئكِ سَوْفَ أمْرَحُ دُوْنَما تَعَبٍ،
تَغَنِّي حِيْنَ أقْطِفُ وَرْدَ قافِيَةٍ تُدَاْعِبُ نَاْظِرَيْكِ
أنَا جِواركِ ..
لا تَخافي مِنْ زَمَاْنِ القَحْطِ ، وَالْمَوْتِ العَتِيْدِ ،
وَأجْلِسِيْني بَيْنَ دِلْتَاْ النَّهْرِ،
أرْشُفْ مِنْ نَبِيْذٍ أدْهَشَتْهُ الْحَشْرَجَاْتُ البِكْرُ،وَالنَّصْرُ المُبِيْنُ
تَمَاْيَلِي فَالرُّوْحُ تَصْعَدُ ..
يَاْ أمِيْرَةُ أدْخِلِيْنِي فِي عَنَاْئِكِ ..
إنَّني رَجُلٌ أحَبَّ الغَوْصَ ..
فِي المَوْجِ الشَّفِيْفِ
وَيَاْ طُقُوسًا لا أزالُ أخُشُّ فِي شِرْيَاْنِهَا
يَاْ أيُّها النِّيلُ/ الفُرَاْتُ
وَيَاْ شُرُوْقًا لا يُعَاْدِلُهُ شُرُوقْ
مَاْزِلْتُ أذْكُرُ صَوْتَكِ الرَّقْراقَ يَزْحَفُ فِي وَرِيْدِي
هَلْ تُعِيْدِيْنَ انْتِشَاْئِي/ ذِكْرَيَاْتِ العُمْرِ،
وَالفَتْحَ النَّدَيَّ،
وَمَاْ تَيَسَّرَ مِنْ تَسَاْبِيْحِ الطُّيُوْفِ..
أنَاْ أرِيْدُكِ قِبْلَتِي يَاْ قُبْلَتِي الأُوْلَى
تَعَرِّي مِنْ شُرُوْدِكِ فِي رِحَاْبِي،
هَدْهِدِيْنِي بَيْنَ بَيْنِكِ..
كَيْ أعُوْدَ مِنَ المَتَاْهَاْتِ البَعِيْدَةِ ، وَالْبَعِيْدِ
تَطَلَّعِي لِمَسِيْسِ وَسْوَاْسِي،
وَجَمْرِ قَصَاْئِدِي
اللهُ يَعْلَمُ أنَّنِي لا أنْحَنِي إلا لِقَلْبِكِ..
يَاْ بَهَاْءً أصْطَفِيْهِ فيَنْجَلي مَاْ كُنْتُ أطْرَحُ مُنْذُ بَدْءِ تَذَكُّرِي
فَلْيَنْبَعِثْ مِنْكِ احْتِدَاْمٌ،
وَانْسِجَاْمٌ فِي حَشَاْيَ /
الآنَ فُكِّي أسْرَ هَذَا الشِّعْرِ،
صُبّي مِنْ شِفَاْهِكِ فِي دَهَاْلِيْزِ انْهِزَاْمِي..
مَنْ سِوَاْكِ يُعِيْدُ هَذَا الحُلْمَ للدَّرْبِ الكَئِيْبِ؟!
الآنَ أُقْبِلُ فَامْنَحِي عَيْنَيَّ هَمْسًا رائِقًا
إنّي انْتَظَرْتُكِ ..
لا تَغِيْبي عَنْ فَضَاْئِي يا شُمُوْسًا أرْسَلَتْها الرِّيْحُ ..
للأرْضِ البَوارِ
أنَا أغَاْرُ عَلَيْكِ مِنْكِ،
وَمِنْ مِيَاْهٍ لامَسَتْ كَفَّيْكِ فِي اللَّيْلِ المُشَاْكِسِ،
مِنْ نَسِيْمٍ مَرَّ فِي صَمْتٍ ..
يُحَاْورُ طَرْفَ ثَوْبِكِ 
قَاْوِمِي هَذَا النَّشِيْدَ..
إذَا احْتَشَدْنَا مِنْ جَدِيْدٍ..
كَيْ نَصُوْغَ قِراءَةَ السَّكْتَاْتِ ، 
وَالْخَفْقَاْتِ..
يَاْ امْرَأةً بِكُلِّ نِسَاْءِ أهْلِ الأرْضِ
حُطِّي فَوْقَ عُشْبِي كَي أُفِيْقَ مِنَ البُكَاْءِ..
(فإنَّني بِكِ مُبْتَلَىً..
وَلَمُبْتَلاةٌ أنْتِ بي).

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.