الرئيسية » » سعاد حسني | إبراهيم محمد إبراهيم

سعاد حسني | إبراهيم محمد إبراهيم

Written By Unknown on السبت، 25 يوليو 2015 | 4:18 ص

دعيني أطهو قليلًا من الفرح
ربما تأتي العصافيرُ جائعةً
أو يستند الليلُ على جدران البيوت متكئًا على عصاه الملتويةِ
ترشه البلكوناتُ بماءٍ متسخٍ
أعلم أن المدينةَ مشحونةٌ بالقلق
لذا عليّ أن أعتني بنعناعٍ في كوبين من الشاي
كوبٌ لي
وكوبٌ لِطًيْفٍ يفترش سجادتي
يعد على أصابعه ؛ كم من الكمنجات تكفي لتشرح سكونًا يشع من فتحات حجرتي
أتنصت علّي أسمع كائناتك
وأنظر من ثقب الباب
كي أتأكد أنني ما زلت هناك
وحدي....
أطرق عَليَّ الباب بإلحاحٍ ، فأدّعي أنني لست هنا
كي أحبَك وحدي
وأكرهَك وحدي
آكلُ على مائدتي ..
وأحدثُ أطباقَ بلاستيكيةً فارغة
أتشاجرُ مع زجاجة الماء ، لأنها قالت إنها تشبهك ...
أنا لا أعشق الزجاجات ، ولا أميل بطبعي لغناء ملابسي وهي مختبئةٌ في دولابي ...
لكنني أحب أن أحـلل طبقاتِ صوتِك وأنت تُـنهين مكالمةً سريعةً
لا تنتـظري أن أشبهك بسعاد حسني التي تشبهينها فعلًا ، أو بما شاهدتُه في واجهات المحلات في وسط المديـنة ..
لكن صوتَك يشبه عازفةَ القبور ، وهي تنادي تحت تلٍ
فلم يستجب سكانُه
ربما لأن قطعان الماعز الجبلي قد أكلت آذانَهم وهم نائمون
وحينما استيقظوا خلعوا أعضاءهم وجلسوا يتسامرون مع رمال الصحراء
صوتُك يشبه صوتَك فقط ولا شيء غيرَ صوتِك ،
لأنك تخضرين كشجرةٍ تحت البيت
تحتضنين العصافير
والظلَّ
والحيات !
تلمين الضوء من حبات التراب
وتضبطين سوتيانك جيدًا كلما دقت فصولُ الحبِ سريرَك البارد
تحوطين رائحتي
وأنت تدلكين جسدك برائحة الكريز الذي لا أعرفه
سأفض عزلة النوافذ المكسورة
وأخدش حياء أشجارك التي تنحني لعواصف الربيع
وأخطف وطنًا مهجورًا
وآتي لعينيك بمكحلةٍ وريشة
ونشيدٍ جديدٍ من أناشيد الممرات
وأحزانِ الباعة آخر الليل
ووداعةٍ وجدتها فجأةً
فجأةً
بجلدٍ سميك
ولونٍ حزين
ألتقطها وأزيح عنها تراب العابرين
وأزرعها تحت سريري
ثم لا أنساها وأنا أطهو في إناءٍ أسيان
قليلًا من الفرح ...



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.