الرئيسية » » أن يفارقَكَ رفيقُ صِـبا سعدي يوسف

أن يفارقَكَ رفيقُ صِـبا سعدي يوسف

Written By هشام الصباحي on الثلاثاء، 26 أغسطس 2014 | 3:43 ص

أن يفارقَكَ رفيقُ صِـبا

سعدي يوسف

 

ليس يسيراً على المرءِ أن يفارقَه رفيقُ صِبا .

أنت تشعرُ أنك فارقتَ بِضعةً من كينونتِكَ ، من كيانكَ ، وأنك لستَ كما كنتَ .

هكذا كان أمري حين أبلغَني مازن ، أواخر رمضان ، رحيلَ أبيه : عبد الجبار اليحيا .

*

كنا في مقتبَل فتوّتِنا .

عبد الجبار اليحيا  ... هذا هو اسمه في المملكة .

عبد الجبارالشيخ ... هذا هو اسمه في البصرة .

*

آلُ الشيخ ،في الزبير ، وفي البصرة ، أسرةٌ كريمةٌ ، أنجبتْ سياسيّين ، وفنانين ، وفقهاء ،وكان لها دورٌ مرموقٌ ، في الزبير والبصرة ، بل في العراق في بدايات استقلاله وتشَكُّلِه .

هذه الأسرةالكريمةُ ، نجديّةٌ .

لكنّ متشدّدي الدرعيّة دفعوها  شرقاً ، إلى العراق  ...

حيث ألقت الأسرة عصاها في الزبير ، غير بعيدٍ  عن نجدٍ وعرارِ نجدٍ .

*

وهكذا أيضاً كان لي أن ألتقي بأبناء الشيخ ، آنَ كنّا في حمى أسرةٍ نجديةٍ بالـمُطَيحة من أرباضِ البصرة ، هم آلُ الخرجيّ ، ومنهم فنّانان هما ناصر سعد الخرجي ، وعلي الخرجي فنّان الكاريكاتير الشهير في المملكة .

عبد الجبار ،وشقيقه الأصغر عبد الله كانا فنانَين مطبوعَين منذ صباهما :

تمثال فينوس المبكّر من طينٍ لازبٍ !

*

لقد طوّحت بناالدنيا ، عبد الجبار وأنا ...

لكننا كنا نلتقي .

كان يسألُ عن متاهاتي ويأتي :

الكويت

دمشق

قبرص ...

*

كان يُطْلعُني على آخر أعماله الفنية ، ومَعارضِه ، ويسألُني الرأي.

*

عليّ القول إن عبد الجبار اليحيا كان مناضلاً شيوعيّاً شجاعاً .


لندن  26.08.2014



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.