مالك الحزين
السيد الصاوي
كان لي عصفورٌ يملؤه الكَدَر...
يشدو بتَرَانيمٍ ودمعٌ مُنهمِرْ
يتمايل من نَشوةِ سُكْرِهِ...
يبغي فِراراً وفي ذِكراهُ أُسِرْ
ضاقت دُنياهُ على جَناحيهِ...
يرقص كالثََكَالىَ ويُنادِمُ القَدرْ
من فَرطِ حُبي لحُزن عَينَاهُ...
أَسْميتَهُ بحبٍ..مالكَ القمرْ
كُنْتُ أرْقُبهُ يخاطِبُ الزََمنْ...
وفي عينيهِ صَدَى سِحرٌ حَذِرْ
أخذتَهُ في قفصٍ من ذَهبْ...
يَشْكُو بِعَبَراتٍ ويرجو المَفرْ
يرجو تَحرراً من شَجْوِ لَحْنِهِ...
يرجو صراخاً مِنْ غُبنِ البَشرْ
يتراقصُ على قطراتِ المطرْ...
وقلبَهُ حبيسٌ يُدَاعِبُ الشََجرْ
آهٍ..كَمْ تَشْتاقُ عَيْناهُ للنُورِ...
وكم يشتاق قَلبَهُ لِحُبٍ هَجَرْ
وكم يهوى جناحيه حُريةً...
ورحيلٌ قبل مرور العُمرْ
رَويتُ لعصفوري أَقَاصِيصاً...
عَنْ حُبٍ على خَاطِرِ ما خَطَرْ
خَارت قَدَماهُ والذِهنُ قَدْ شَرَدْ...
فَتساءلتُ في حِيرَةٍ ما الخَبرْ..؟
أَهِيَ النِهايةُ يا مالِكَ الحُزْنِ...؟
أمْ هيَ مَعْرفةٌ لَمْ يَعِيهَا الفِكَرْ؟
نام َو الموتُ يَطُوفُ بِمخْدَعِهْ...
ودمعُ العينِ قد بَدَىَ وانْتَشرْ
تَذَكَرتَهُ وهو يُناجِي حُبَهُ...
ويبكي على أطْلالِ الذِكَرْ
ووارَيتُهُ بزهورِ العِشْقِ...
وكَفَنهُ القلبُ بِستائرِ الكَدرْ
وعلمتُ أَنََ للحبِ أَقْدارٌ...
وأَنََ الحُزنَ قَدرٌ قَدْ سُطِرْ