الرئيسية » » سفينة نوح | السيد الصاوي

سفينة نوح | السيد الصاوي

Written By Unknown on الأحد، 12 أكتوبر 2014 | 4:10 ص


سفينة نوح
 السيد الصاوي


-1-
حنينٌ وشوقٌ وحبٌ للقاءِ...
ابتهالٌ وتمني وتضرعٌ للسماءْ
رحلت ربابتي من سمائي...
فشدوت عليها عَذبُ الغِناءْ
فهل لأشواك جهنم صارت...
أم في رياض الخُلد والبقاء
ضاعت ملكتي بوادٍ سحيق ...
ضاع فيه النشوةُ والبكاءُ
بحثت عنها بين مُفرداتي...
وبين السُمارِ وعيون الأبرياءْ
أبحث بين عبير الزهورِ...
وبين القوافي وأشعار ُالرواءْ
سألت عراف الغرام فَنضَا...
ستائر الزمان عنها والخفاءْ
قال يا ولدي حقيقتها خفية...
هي تحيا ولكن بوادي الفناءْ
-2-
يا لهفَ نفسي على حُبي لها...
بالتداني بالقرب ..ولهفةُ اللقاءْ
وكفاني عشقاً صبوي إليها...
ففنائي أمامي والذكرى وراء
رَحلتُ إليها وبالنفس لوعةٌ...
وشجوني صارت مرة البكاءْ
وعبرتُ بحراً زادَ موجُهُ...
"وأوديب"يُسمعني آهاتُ النداءْ
للريح عُتوٌ وصرير بواديها...
والشجو يصرع فيه الغِناءْ
و"جوكاست"تُنادي"أوديب"...
دعنا نحتسي كأس الجَفاءْ
ودعنا نبحر في خطايانا...
وعند "ميدوزا" مَرير ُالدواءْ 
خطيئةٌ وتحجرٌ..غدرٌ وتحيرٌ...
فزمانُنا وَلَى والنََأى جاءْ
وأدُوا الهوى.. وتاه الطريق...
ومازلتُ مُضرجاٌ بأنين ودماءْ
أصارع ظلمة الليل الحزين...
وأحاول محو لعنة السماء
أحارب فيك التجني والجفا..
.وأفك قيود بغايا المساء
وأطفئ انقلابا قد بدى...
في ثورات نهود النساء
وريح تئِنُ أنين الموت...
وشاطرنا القلوبِ هولُ العزاءْ
وقوافي قد أصابها الصمتُ...
وقصائدٌ ماجَت بالشقاءْ
وحور ٌتحت نِعال البَغَايا...
والموجُ زال.. وحَلََ الغُثاءْ
ومُرثية كفنت وجه الصبايا...
وربيعُ المُنى للقلب أساءْ
وأبكارٌ أُخذن للغدر سَبَايا...
وتوارى منه العشقُ ونَاءْ
وبحارٌ مَاجت شَرُ الخَطايا...
وجُرحاً توارى في حر الدماء
أيا طبيبَ الهوى والجُروحَ...
إلِام الصََبُ هائمٌ في الخفاءْ..؟
قال تلقاها على سفينة نوح...
فربما يأتيك الموت بعد اللقاء
-3-
آهٍ..أُواسيك يا نفسُ على...
محبوبةُ بين جوانحِ الأدَنياء
فوق السفينةِ قد سَكِروا...
بكؤوسٍ من دَمي ونشوةُ الرِثاءْ
بَعثتُ من بين الجوانح حُباً...
وأَنْىَ يبَعثُ الشَدو البُكاءْ
توهمت الوفاءَ بِالموعدِ...
فصار الوردُ شوكا قُبيل اللِقاء
ما خنُتُ لها مرةً عهداً...
فهل بالوهم يحيا الشعراء..؟
وكَفْنت أنْفاسي بالنسيانِ....
عَلََها تُطفئ ما كَلِفت به الأحشاءْ



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.