لن أعتذر
أشرف عبد الرحمن
ياسيدتي عن مناديلي التي تركتها
على سريرك ومسحت بها عاري
لن أعتذر
ولم آت إليكي ياسيدتي
لأقدم لكي باقات من الورود
ولكي تزوري شطئان أعذاري
أتيت لأنني
أريد لما حدث في الأمس
أن يحدث اليوم وغدا وبعد غد
وبعد الف غد فأنا أعشق
التكرارِ
لاتغضبي ولاتندبي حظك العاثر
أمامي فأنا مللت في كل ليلة
القفز فوق الأسوارِ
أتيت ياسيدتي
لتربطني بكي كما ربطتني بك بالامس
ذكريات الماضي وحكايا الحاضر
ولتربط أقدارك
بأقداري
فأنت ياسيدتي
حبيبتي وعشيقتي وصديقتي
ولا ولم ولن تكوني في حياتي
مجرد نزوة او شهوة أو صورة
على جداري
لن تكوني همسة في أذني
ولا صورة في مخيلتي
ولا كلمة تجوب دفاتر
أشعاري
أنت بالنسبة لي
الشمس والقمر والنجوم وذرات التراب
والغيوم وأنتي ليلي ونهاري
أنتي العيون والجفون والجنون
وأنتي الروح التي مابين الضلوع
وأنتي حلمي الذي من أجله تعلمت
الإبحارِ
تعالي ياسيدتي لتكون البداية من وجنتيكِ
ولأغرق بين كفيكِ
ولتكون بين عينكي نهاية
المشوارِ
إن أردتني أن أعتذر
فسأعتذر عن كل لمسةٍ
وهمسةٍ همستها في أذنيكِ
وعن كل قبلة طبعتها
على كل جزء من جسمك
الطاهر فلك عن كل ذلك أقدم
إعتذاري
وأتيت لأقدم لك هدية متواضعة
هي خاتم العروس
لتعيشي معي في عالمي
ولتعلمين أنني إن عشقت
لا أعشق كباقي الرجالِ
وهذا ياحلوتي هو قراري
جئت لعلك تضحكين
لعلك تتوقفين عن البكاء
جئت لكي أحضنك
وتذوب عظامي في حضنك
وتنصهر إنصهارِ
جئت إليكِ لعلي أُكفر عن ذنوبي
جئت لأحاول محو سنينٍ من
الذنوب التي مازالت تدور
في مداري أتيت لأموت بين يديكِ
ومن أجل جرحك وألمك
ومن أجل أن تضعي
على قبري باقةً من الأزهارِ
ولتكتبي على قبري
شهيد بلا دماء
بلا أشلاء
شهيد رفض الذل والعارِ