شفاهكِ آخرُ ترنيمةٍ للحياة
أشرف قاسم
إلى ( وفاء بغدادي) من وحي روايتها ( الموتى لا يرتدون الأحذية)
أتعبتكِ البلادُ
وأتعبكِ الليلُ والأسئلةْ
أتعبتكِ البلادُ
وأشعلَ حزنَكِ
ركْضُ الأماني
على طُرُقٍ
مِن رُؤى الأخْيِلةْ !!
يطاردكِ الآن قنديلُ ضوءٍ
سؤالٌ عجوزٌ
عن الحلمِ
كيف يفرُّ إلى وطنٍ مُنْهَكٍ
من دموعِ الخُطى
والرؤى القاحلةْ ؟
رأيْتُكِ جُرحاً قديماً
يسافرُ كاللِّصِّ بين العروقِ
ويسكن ناصيةً مُهْمَلةْ !
رأيتُكِ _ عند انقلابِ الفصولِ _
ربيعاً حزيناً
بلا أيِّ زهْرٍ
بلا أيِّ لونٍ
بلا أيِّ أرْجٍ يضوعُ
على المُهَجِ الذابلةْ
رأيتُكِ آخرَ أُغنيةٍ لِلخريفِ
كريحانةٍ
يصطفيها الدُّخانُ
وتخنُقُها الطُّرُقُ
المُقْـفَـلَـةْ !!
شِفاهُكِ آخرُ ترنيمةٍ للحياةِ
وآخرُ شهْقةِ حُبٍّ
وآخرُ قافيةٍ لِلنهارِ
لِتَعْدِلَ هامَتَهُ
المـائِـلـةْ
أتعبَتْكِ البلادُ
تَبَدَّلَ وجهُ الزمانِ
سنينٌ عِجافٌ
وسربُ الجرادِ
يساومُ
حوْصَلَةَ السُّنْبُلةْ !
أنرحلُ ؟
رغمَ الحنينِ الذي في الضلوعِ
وخوفِ التَّرَقُّبِ ؟
نبحثُ عن وطنٍ يصطفينا ؟
ونتركُ هذي السفينةَ
تغرقُ
في
لُـجَـجِ الزَّلْزَلةْ ؟
أنفتحُ
أطلَسَنا المدرسيَّ
لِنبحثَ عن وطنٍ
يحتوينا ؟
وهل يحتوينا
الترابُ الغريبُ ؟
فنرسمُ
_ بين سطورِ الأسى _
خُطوطَ
مدينَتِنا
الفاضِـلةْ !!