من نافذة تطل على الحنين
إسلام سلامة
للذكريات هذه الليلة
حضورٌ مختلف
بلاغة الصمت ساعة العناق
والشوق عندما يخدش وحدتك.
ربما تذكرتَ حبيبةً رحلت عنك
قبل أن تغني لها ولو مرة واحدة.
ربما ذكرك السعال في النافذة المقابلة
بسعال أبيك على السلم
عائدا من المقهى
وأنت مازلت تحاول أن تبدأ قصيدة.
بائساً بما يكفي
ستحاول إقناع روحك بمواساتك
وأن تظل سهرانةً إلى جوارك
ولا بأس -إمعانا في إغوائها-
أن تعدد لها مميزاتك
التي افتقدَتها فيك مؤخراً
كإجادة الكتابة بحرفية عن الآخرين
رغم أنهم لا يشبهونك
لتبدو وقتها في نظرها
مهيأً للبكاء .. والحب
ولأن تطير خفيفاً
كنسمة باردة فوق الحقول
آخر الصيف في الليل
أو دافئاً كالمواقد في الشتاء.
للذكريات هذه الليلة
جلال العائدين من الموت في الأحلام
واقتراف اللذة والنبيذ على شاطئ البحر
ناسيا حماقات أصدقائك المتكررة
فشلك الدائم في أن ترسمهم كما يريدون
فتأتي صورُهم في قلبك
كما لم تهو أنفسُهم
فلا يؤمنون بالنبي الذي في صدرك
من أجلهم.
لكنه لن يغيب عن بالك أبدا
أنك والليل صديقان حميمان
جمعتكما مصادفة - منذ البدء-
طريقةُ النجوم في العشق
واشتهاءُ المفردات
وقسوةُ الأرواح الغائبة
دون أي وداعٍ يذكر.
للذكريات هذه الليلة
أن تفعلَ بك ما تشاء
يكفي أنها أتت إليك
على غير انتظار.
