رسالة إلى السيَّاب
أشرف قاسم
"ما مرَّ عام والعراق ليس فيه جوعْ "
قد قالها السيَّاب
قبل أن يرى العراق
زاحفاً على أكفِّه
يقبل النعالْ !
وقبل أن يرى العراق
ضائعاَ
تحوطه همومُه الثقالْ
وقبل أن يرى العراق
كعكةً
تنازع الذئابُ فوقها
فمزقته منهمُ
النصالْ
* * * * * *
"ما مرَّ عام والعراق ليس فيه جوعْ "
لو أنك انتظرت يا سيَّابْ
لَهَالَكَ الفراتُ
نجَّسَتْهُ وَلْْغةُ الكلابْ !
لَهَالَكَ الذين يشطبون مجدَنا
ليكتبوا مكانه
" المجدُ للذئابْ "
لَهَالَكَ التاريخُ
تمتطيه ثُلَّةُ الأذنابْ
تلك التي استباحت
المساجدَ
المآذن
القبابْ !
لو أنك انتظرت يا سيَّابْ
لَهَالَكَ الأغرابُ
يغلقون في وجوه
" أهل الدار "
كُلَّ بابْ !!
* * * * * *
" ما مرَّ عام والعراق ليس فيه جوعْ "
هذا هو العراقُ بعد أن مضيتَ
جرحُنا الكبيرْ
قد اغتدى حكايةً حزينةً
يلوكها الكبارُ
دون أن تهتزَّ شعرةٌ
مِن هامة الضميرْ !
وشعبنا الهزيلُ
قد غدا على أكفِّه يسيرْ
وهاهم الأذنابُ
يسرقون حلمَنا
وخبزَنا
ومائَنا
لكي نموتَ
في معامعِ السعيرْ !
* * * * * *
"ما مرَّ عام والعراق ليس فيه جوعْ "
وها هو العراقُ
بين شِقَّيِ الرحَى
يُداسُ بالحذاءْ
تحوطه المُجنزراتُ
والقنابلُ المسيلةُ الدموعِ
والبغاءْ
وهاهو العراقُ
مهدُ النورِ
يطفئُ اللصوصُ
في نهاره الضياءْ
ونحن في صفاقةٍ
نعاون اللصوصَ
في الخفاءْ !
* * * * * *
"ما مرَّ عام والعراق ليس فيه جوعْ "
كَجُثَّةٍ
ينام جرحُنا الكبيرُ
دون أي صوتْ !
الآن يا سيَّابُ
هل يصح أن نقولْ
" ما مرَّ عام
والعراق ليس فيه
موتْ "!؟
ما مرَّ عام
والعراق ليس فيه موتْ ؟؟