حلم شاعر
أشرف قاسم
و قال: سأبني مع الشعر بيتاً
يضـمُّ الأحـبَّةَ و العاشقينْ !
و أمسكَ فُرشاةَ رسمٍ و لونـاً
و خطَّ خطوطاً بوجـه السنينْ
هنا مدخلُ البيتِ فُـلاًَّ و ماءاً
و عطراً يفوحُ من الياسمينْ !
و حُجْراتـه من لُهاثِ الحكايا
و من زقْزقاتِ طيـور الحنينْ
و أستارُهُ من شعورِ العذارى
و أبوابُهُ أوجُـهُ الطـاهرينْ
و أسقُفُهُ من كُفـوفٍ تدانت
لِتصنعَ جِـسراً إلى المُهتدينْ
و أعمدةُ البيتِ حُبُّ طهـورٌ
يُتَـوِّجُ رأسَ الزمان الأمينْ!
و أُغنيةُ البيتِ " لا للدموعِ
و أهلاً بكلِّ خُطى السالكينْ "
و قبل جموحِ الخيال استفاقت
عيونُ فتانا التعيسِ الحزينْ
و أدرك أنَّ الحـكايةَ حلـمٌ
و أنَّ الزمانَ عنيدٌ.. ضنينْ
فمزَّقَ ما خطَّهُ في شُرودٍ
و أغفى على فرشهِ كالسجينْ