الأغنية الأخيرة
أشرف قاسم
لا الليل يمضي ولا الأحلام تنزجرُ
واللحن يخبو ويبكي موتَه الوتـرُ
و الأمنيات تراءت لـي مُهَشَّمـةً
والحب في أعين العشاق يحتضرُ
مالي أُحِـسُّ نشيجاً بـات يخنقني
ينسابُ في أضلعي سُمَّاً، و ينعصرُ
و الشعر طفلٌ غريرٌ لا يطاوعني
أمواجه عند حُـزن القلب تنحَسِرُ
و الأصدقاءُ عيونٌ ... كلها دهَشٌ
في عامِ جدْبٍ أتتْ ، والقلب مُفْتَقِرُ
و النَّـايُ أنغامهُ نالـتْ لها كفنـاً
أودى بِغِـرِّيدهِ في المنتهى الشجرُ
هذي العيون همومٌ صرتُ أحملها
مثلَ النجومِ هوى في حزنها القمرُ
أنَّـى ذهبتُ رأيتُ الأرض تلعنُنِي
العمرُ يمضي .. وحلمي فيه يندثرُ
لا الدمعُ يشفي جراحي لا ولا سفري
مَن قال :بابُ الهوى مفتاحه النظرُ؟
أنَّـى نظرتُ أرى وجهاً يشيحُ به
قلبٌ عصِيٌّ .. به الأحلام تستعرُ !
يأيها المُبْـتَني فـي الحلمِ مملكةً
هل ذا دليلٌ على عجزٍ؟ أم القدرُ؟
في كلِّ ركنٍ من الأركانِ أُمنيـةٌ
تبغي انطلاقاً تُشَظِّي ريشها الحُفَرُ!
أنَّـى اتَّجهنا ضبابٌ دونه سُـدُفٌ
دربٌ طويلٌ عسيرٌ خطْوهُ ..قذرُ !
لا..ليس معنى انهزامِ الحلمِ مقتلنا
فالغيمُ يأتي... و يأتي بعده المطرُ!
إنْ كان عمري أتاني عَبرةً وجوىً
تبكي السماءُ لكي يستبشرَ الزهـرُ!