تيه الظلال تحت طاحونة الوحل المالح
أحمد انعنيعة
أيها الناس المنسيون...
أتتذكرون بداياتكم؟
أنتم من أعجبتم بدنياكم
أحببتم نفسكم فنسيتم وقاركم
جعلتموها شمعة وجدانكم
وغنيتم لها لحنا شجيا تآكلت له كل أوصالكم
أنتم المدينة النائمة ...استيقظوا
أنتم الهاوية الخائفة...امتلئوا
أنتم النجوم الأليفة...لا تغفلوا
أنتم العلامات البارزة...لا تنصرفوا
أنتم الفصول العطشى...أمطروا
أنتم الشوارع الخشنة...انطلقوا
أيها الناس المنسيون...
كملوا نقص لغتي لامتدح سركم
زدوني قربا لأبكي سركم
علموني نور معانيكم لأبحر إليكم في نسخ
لم لا تعلمونني إلا لغة تحجب عنكم أصلي بلا حصر؟
أيتها الضباع التائهة في ارض الأسرار
لا تسالوا الأديان عن الكفر
لا تركضوا سرا إلى المساجد على ضوء القمر
لا تضربوا شياطينكم بالحجر
لا تتركوا الجوع يموت في عز الفصول
لا تتركوا الجهل يتلو عليكم محسنات بديعكم
لا تتركوا مصابيحكم تركض وراءكم
افتحوا حدائقكم
غنوا مواويلكم
أو تراجعوا..
فانتم لا تحلمون إلا بحدائق من نار
أيها الناس المنسيون...
لم تجرون قوافل النساء في أعراس حفلاتكم
كم ضبطتكم متلبسين تبحثون عن شهرة خلافاتكم
تستدلون بشرف الكلام على أحاسيس قلوبكم
لتطرزوا سجعا غريبا بين فواصلكم
كم ضبطكم وأنتم تتجاوزون لعبة الغزل
تنسجون خاطرة أفعالك
تنسجون من نسماتكم طينا
لتكتبوا عن نفسكم بأنفسكم وأنتم تائهين في غروب بحاركم
أيتها الصخرة الصلدة... قومي
اسحقي كل سفني
أغلقي كل سواقي البحار
اهدمي ليلا كل بيوت الساحرات
واقرئي حروف مطري الجديدة
ليرتفع سقف الماء فوق راسي
ويحجبهم غبارك عن ناظري
استديري... يا طاحونة الزمان استديري
يا جلد الأرض الماسخ... احترقوا
يا غبارا اخرسا...انتظروا
يا ركام البراري...تطهروا
يا شاي النعاس... استيقظوا
يا خبزا اسودا من الوحل... ارحلوا
يا صوتا كئيبا... تقدموا
كيف أخطو لأرفع عنكم اليوم حجارتكم
كيف انتصب أمامكم درعا
واترك شرارات رياحكم تأتيني أمطاري
اعرف انكم تودون أن أمري
لو قلتم لي... اجلس... لجلست
لو قلتم لي... قم... لقمت
لو قلتم لي اغسل قذارتك من تاريخنا لفعلت
لتنطفئ شرارة نيرانكم ويغور الصباح في عيني
تأوهوا قليلا مكاني
واستديروا وجهك عن أظفاري
فأنا غار احترفت الوشم بلا حجر
فأي الأشياء سآكل اليوم منكم؟
إن نداءاتي تطارد صداكم