الدّين الأخلاق
أخلاقنا في منهجِ الإنسان ... متوارثٌ من سالفِ الأزمان
والشعبُ في أخلاقِه متفاخرٌ ... فبها ينالُ المجدَ في القرآن
فاحرصْ على الأخلاقِ أو أسبابِها ... إياكَ أنْ تسعى إلى الخذلان
إنَّ الخلوقَ بديننا لمكرمٌ ... ومِتابعٌ لرسولنا العدنان
فالدينُ أخلاقٌ وليسَ عبادةً ... من غيرِ آدابٍ ولا إحسان
فافهمْ كلامي إنَّه لمجربٌ ... ونصائحٌ من جعبة الإيمان
والناسُ من غيرِ الهدى في أزمةٍ ... وسذاجةٍ تدنو من الحيوان
يأيّها الإنسانُ كم من حكمةٍ ... تسمو بها في عالمِ الأوثان
والعمْر يمضي في الحياةِ مسابقاً ... فحياةُ عمْركِ لحظةٌ وثواني
هيّا فكنْ متيقظاً ومسالماً ... لا تجعلْ الأعمالَ في خسران
إياكَ تنهلْ من معينٍ فارغٍ ... فالخسرُ حظُ مُدَّمرٍ حيران
والشرُ نهجٌ للذي متجردٍ ... من كلِ خيرٍ في دنا الشيطان
والدينُ نورٌ في الورى متوقدٌ ... من دربه نسعى إلى الرحمن
إنَّ الحياةَ بغيرِ دينٍ غلظةٌ ... نحيا بها بمسالكِ الحرمان
ونظل في سكانها بجهالةٍ ... نسعى وراء مضللٍ فتان
فالخيرُ كلُ الخيرِ في هجرانِها ... أو جعلها في خدمةِ الإنسان
والروحُ تسمو إلى العلا بجدارةٍ ... إنْ كانَ أهلُ العيشِ في عرفان
يدعون ربّاً خالقاً ومعظماً ... يخشون من دركاتها النيران
وأكفهم مرفوعةٌ في مدمعٍ ... يرجون فوزاً دونما خسران
أحببت خلقاً في الهدى أرواحهم ... هم في الورى كقوائم البنيان
أرجو الفَلاح بذكرهم ودعائهم ... والبعد عن أسباب كبْرٍ فاني
فالعيشُ من غير الكرامِ تعاسةٌ ... ومهالك الخلانِ والبلدان
كالليلِ مِن غير النجوم ظلامةٌ ... فالصالحون لغيرهم أمنان
أمنٌ من الفحشاء في زلاتها ... أو مِنْ حديثِ زبالة حدثان
أعني بهم أتباع خيرٍ سالم ... وصحابةً من خيرةِ الإخوان
إن تلتزمْ منهاجهم ببراعة ... ستكنْ على نهجٍ من القرآن
فاغنمْ من الخيراتِ هيا والتزم ... فالحقُ في منهاجه الرحمن