صـرخـة مـن الـقـدس
أما آنَ الأوانُ لزحفِ جيشٍ ... يثورُ على جميعِ الخائنينا
فقدسُ الخيرِ تشكو من قيودٍ ... أذلت في آذاها الماجدينا
فهيا للمدينةِ في جهادٍ ... لننعمَ في المساجدِ شامخينا
أيا أقـصى وبارك فيك ربٌ ... كريمٌ قبلَ خلقِ العالمينا
وقد أسرى إليك رسولُ خيرٍ ... مؤانسةً ومعجزةً ودينا
وذا الأقـصى المباركُ من زمانٍ ... يئن من الأسى يبكي حزينا
فكم عاث القرودُ به فسادا ... ونكَّر كيدُهم حقاً مبينا
وراحوا يلهثون وراء زورٍ ... ويعتقدون معتقداً مَهينا
ودنس حقدُهم مـسرى نبيٍّ ... وأضحى المسجدُ الأقـصى رهينا
وأهلُ القدسِ باتوا في بلاءٍ ... فمنْ سيكون للأهلِ المعينا
ومن سيردّ عنهم ظلمَ قيدٍ ... ويرجعُ حقنا الغصبَ الثمينا
وأين جنودُ أمتنا لينأى ... عن الأقـصى فسادُ الظالمينا
فهل قبلوا لأرض الحـشـر ذلاً ... وهل قبلوا بمسجدهم سجينا؟
فقد سئمت مساجدُنا قيوداً ... وما عادت تجلّ الزائرينا
فكم يشتاقُ أقصانا ليومٍ ... نجيءُ إليه زحفاً فاتحينا
وندخله بإذنِ اللهِ جمعاً ... بحقٍ آمنين مكبرينا
ونرفعُ رايةَ الإيمانِ نـصراً ... وينهي المسجدُ الأقـصى الأنينا
ويحيا أهلُنا في القدسِ أمناً ... بلا خوفٍ ويبقون العرينا