اللغة العربية
أحمد انعنيعة
اللغة العربية
اخذت قصيدتها بين ذراعي...
وانتصبت واقفا...احتراما لها
شرعت بشفاه من رمل ألف حروفها بحروق روحي...
فتحت قلعة أناشيدها بكلماتي المسحورة
لأتغنى بأنثى أمومتي....
أقرأ بصوت خافت يشبه الهمس...
أظهر وأختفي ...أتلعثم
وأتلاشى في المكتوب...
أقرأ مغمض العينين لأخترق شعرية كتاباتها ..
أغني بصوت يذوب في معانيها...
وأنا أمجد امرأة...عربية
تحمل حروف كلماتي
امرأة أرق من نسيم فجر ندي...
يكثر لها لغوي لتعفو عن خواطري
تتفوق على موسيقى طربي الأصيل بشدو مثير...
تلهم شعري القوافي ...
تتصنع فيها العشق والإلهام والألحان...
تنظف وجهها بماء بحري
وتنظر الى مرآتي لتمزق ربطة عنقي...
تنثر الهواء في سمائي الخضراء
لتحمل مني غيمة غاضبة...
وتنتظر مني انهارا تشرب منها كل شموس أرضي...
تشرب منها حيواناتي ...
تداوي عقمي ليستجيب لها ذهني
تقاتل اصابعي على شط اشعاري
لأتفرس ما في قصيدتها وأغلق نوافذ روحي...؟
ليتها رأت كواكبها تشتمني...
ليتها رأتني أركب العربات لألتقيها وأنا في حياء يخدشني...
وانا أنتظر اعدائي على ارقام هاتفها وهي تسقط نقط حروفي
لقتلت الكثير من يأسها..رموز الواني
وقالت لي سلاما..ورسمت ابتسامة على شفتيها...
بعثت إلي في نفسها سكرات أخر العشق...
لتدعو مواعيدي الغجرية إلى أقاليمها المسحورة ...
وأ تغنى امام قصائدها برقيق الحان الشرق...
أحارب مد كلمات الاعداء بالجزر...
ليتني انبش على حروفها وآنا اداعب صوتي
احترق في لهيب المرايا وأنا احيي صوري
اقدم اعتذاراتي وأعاقب ذنوبي
وانبذ طباعي السيئة على حروف موتي
لان حقيقتها مني حين يعجز قصوري
امرأة من بنات العرب تثقن قواعد النغم
فرس مليحة تدفع بالشوق إلى بديع الخيال...
تنساب كالريح
تتكلم الفصيح من لهجات العرب...
تطبع على جيوب فارغة في ذاكرتي
تهزم غربتي حين اشكوها قلق عباراتي
امراة عربية تتفهم فوارق حروفي
فيها ملامح ثراتي
فيها ترتيب لزمان طفولتي
ولا تقبل معي التطبيع اذا لم ترقها قداستي
تكره احاديثي المتغافلة وذباب عقلي
إنها اللغة العربية على قلعة الأناشيد...
