ست مئة كذاب
أشرف عبد الرحمن
ها أنا هنا مرةً أخرى
أتيت إليك وحدي
وجسدي تملأه الجراح
والشوق والبرد قد إستباح
من ذكرياتي ما إستباح
سأقص عليك يامطار اً
تغادره في كل ليلة وصباح
تغادره الطيور والأضاحي
تغادره الأمنيات والأحلام
يامطاراً قد تناسى بريق
الأفراح ها أنا هنا مرةً أخرى
أتيت إليك وحدي
وجسدي تملأه الجراح
والشوق والبرد قد إستباح
من ذكرياتي ما إستباح
سأقص عليك يامطار اً
تغادره في كل ليلة وصباح
تغادره الطيور والأضاحي
تغادره الأمنيات والأحلام
يامطاراً قد تناسى بريق
الأفراح
سأقص عليك كما كل مرة
كيف أن للوداع طعماً
كطعم الموت
كطفلةٍ تصرخ من شدة البرد
ولكن لا أحد يسمع لها
صوت
طعماً لايشبه شيئا أبدا
طعماً كحزن أمٍ فقدت
برصاص التخاذل ولدا
سأروي لك كيف إنتهت
آخر ساعاتي قبل
أن ألقاك
كيف هي
وضعت فرشاة أسناني
ونفضت عن ملابسي
ماتبقى من عطرها
وغسلتها بدموعها
الحاره
ثم وضعت كل أشيائي
في حقيبة السفر
وكفكفت ذكرياتنا
وخبأتها في صندوقٍ
خوفً عليها من البرد
والمطر
وتساقط ثلج عينيها
على يدي وكأنه بركانٌ
قد إنفجر
وأشعلت بثلج عينيها
وديانٌ في قلبي من الجمر
وعاتبتني بأقسى كلمات
العتاب
من غير أن تفتح فمها
وأغلقت خلفي الباب
يامطار أرجوك إن زارتك يوما
لا تقل لها أنني
ذرفت دموعي على الأحباب
قل لها أنني طلبت فطورا
وإشتريت تسع دفاتر
وتسع أقلام وجريدةٍ
وكتاب
قل لها أنني جلست
وإحتسيت فنجانً من القهوة
وجلست أضحك مع الأصحاب
فإن قالت لك بأنني كذاب
فقل نعم وست مئة كذاب