الرئيسية » » متاهات في الدرك الاسفل | أحمد أنعنيعة

متاهات في الدرك الاسفل | أحمد أنعنيعة

Written By Unknown on الجمعة، 1 مايو 2015 | 1:29 م


أحمد أنعنيعة

متاهات في الدرك الاسفل
جلست في الدرك الاسفل امام تلفاز في الدرك الاعلى...جلست اتامل تاريخ اظافري..لا شك انه قد جاء وقت تقليمها الان...فعلا كان وقتها قد حل لاني بدات احس بالعياء...تمددت بعض الوقت لاتخلص من لغط الخارج...لغط اللغط...اغمضت عيني وانا في تفكير عميق كاعمى يثقن الكلام في ليالي حياته المظلمة...اتكلم سرا في كلام فصيح...كان الدم يجري في عروقي جريان الماء في السواقي المنحدرة...شلالات لسان...كل العالم كان يهاتفني...هوس المدارس..لغط اصحاب العربات..ازيز الاثير من شقوق الريحفي بيتي...صوت الخزعبلات في الدرك الاعلى...التلفاز كدر علي نوما خفيفا كنت اتوق اليه ...تزايدت سلاسل الكلمات واختلطت الدلالات...احسست حينها بتقهقري في مادة الحساب بيد انني رجل علوم...تثاقل لساني وجحظت عيناي ... بدأ وقع العبث يطربني...لم افهم شيئا سوى اني ادركت انني اعيش عبثا في تاريخ ثقافتي...كم جافاني النوم لكن جرس الاسنان الحادة كان يزعجني...حاولت ان انعم ببلادتي المعروفة في التغاضي عن الاشياء ولكن لاشيئ حدث...اشتقت حينها بحلم هادئ اخرس...كانت الثيمات مسننة...لبست ثياب صوف مملوءة بغبار الطرق لانام في عرقي ولكن لاشيئ...والاسناك تصطك...ضرب على الطاولات كضرب اعمى يقتل الناس في الطريق وقد اساؤوا اليه او انه قد اتلف معالمه...وصياح كمن يقود باخرة والاسماك تهاجمه...وربما ايضا كانت هناك ضربات حوافر لم انتبه اليها...ضربات على بطانة ميتة او ربما ضربات على بطانة بعض العادات المغربية في الاعراس القديمة...جميل هذا...والله انه لأحسن من النوم ...بدات اشم رائحة الثوم تعج المكان...ظهرت بعض الافواه المكممة تهدئ الاوضاع الصاخبة...لكن لكل من الحاضرين كان له عبثه...لم يسكت احد...الاسنان تصطك...كل ماض لم يخرج من حاضره وكل حاضر لم يستسغ لماضيه...الكل يلوك...فقلت في نقسي ربما ما يحدث يهمني وصحت باعلى صوتي...اه من البرلمان المغربي....واسناني تصطك مثلهم... 
صمد الماضي وتعنث الحاضر...لكن كل الضربات سقطت في اعالي البحار...انها لعبة...كل منهم يجر ملابسه الى الخلف...ما من احد مزق ثيابه كما هو معروف لدى المغاربة...انها مسرحية البههلواني المعروف بسذاجته...يجر خيوط الكراكيز...انها سخرية في الدرك الاعلى...سلام علينا وعلى ابطالنا...ان مسرحنا ما زال بخير...اه...جاؤوا ليبنوا اعشاشا لطيور لا تخشى الريح...جاؤوا لينقلوا الماء الى الاعالي...لا شك ان حياتهم الفقهية ضاعت الى الابد...وجاؤوا ليرسخوا مفهوم الانعطاف...او ربما جاؤوا ليلعقوا جروح دمائنا...يدافعون 
عن حجة العبث...اكيد لا يحبوننا...وبعد وقت قصير اختفى الكل...اه ...من المحتمل ستكون اللعبة المقبلة مغايرة لان في هذه المرة انتهت اللعبة بما يزكم الانوف او لربما ستنتهي للمرة الاخيرة وبدون رجعة....او سيعدون مسودة جديدة يكون فيها الاحترام متبادلا ويشرحون ما صفي بينهم ليزيلوا الخوف عن اعيننا ونحن غائبين...



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.