الرئيسية » » بعض مما قاله ذئب مسن | أسامه جاد

بعض مما قاله ذئب مسن | أسامه جاد

Written By Unknown on الخميس، 23 يوليو 2015 | 10:03 ص

بعض مما قاله ذئب مسن
ما يهمك
لو صرخت في فرائكَ غابة؟
لو طرَدَتكَ إلى النهرِ النعسان؟
أو أخطأ صوتُكَ قمرًا يرتعدُ بينَ الشجرات؟
اتبع قدميك
عِندَما ينسكبُ الليلُ على الطرقات
أو تتكلف الضباع بالحراسةِ
اتبع قدميك
وامسح رِعدَتكَ في لحاءٍ خشن دائمًا
السماءُ لا تمطر أقمارًا .. دون سبب
ولا عواؤكَ يمنعُها
عندما تفضَحُ اختباءَكَ بين الأحراشِ المذعورة
والقمرُ الذي يعوي سوفَ ينالكَ من رائحتك
لن يُجدي أن نرتَدي الليلَ وقتَها
والحطابُ هناكَ يطمَعُ في حكاية
يصرُخُ في أحداثِها: ذئبٌ .. ذِئب
ويكون صادقًاٍ ولو لمرّة
فريسةٌ وذئب
كلُّ الحكاية
وانتهينا
ومن أدراك أن أباكَ ذيب؟
لا تثق في البشر .. فهم بغير قلوب
يلقونَ صغارَهُم للذئبة بعيونٍ مفتوحة
ولا يقصدون إرضاعهم بالتأكيد
والعيونُ البريئةُ تقتلُ ببراءةٍ أيضا
وعمُّنا بريء من دمِ ابنِ يعقوب
كما تعرِف
تعرفُ طبعًا
الخدَرَ الذي يتسرَّبُ في سيقان فريستك
عندَما تسبَحُ في نظرَتِكَ العميقة
واستسلامَها العذبَ، الرائعةِ، وهي ترمي عُنُقَها بينَ أنيابِك
نظرةَ: اقتلني سريعًا يا حبيبي
صوتَ أنيابِكَ في لحمٍ غضّ ونسيجٍ يتمزَّق
ورائحةَ الدم
أنتَ الموتُ وَقتَها يا صغيري
انتبه إلى شهوتِك
لا تذقْ دمًا ليسَ لك
لا تلعقْ من دماءِ أخيك
فالذئابُ خلايا جَسَد
لا تسرف في القتل
لا تصطَدْ إلا مضطرًّا
لا تقدِّدِ اللحم
ولا توفِّر مخزونًا لشتاءاتٍ باردة
لا تصاحبْ إلا ذئبًا
ولا تصطد إلا في صحبة
ادعُ الذئابَ لمائِدتِك
لا تأكل وحدك
واخلع رائحتكَ قبلَ الصيد
وارتدِ روحَ القطيع
كن مفاجأةَ الفريسة
كُنْ عرسَها البهيّ
عندما يطولُ العمرُ بكَ مثلي قد تبلغ الحكمةَ ربما
وتعرفُ أن نظرتَكَ باردة ما تزال
أكثر عمقًا وباردة
أن الفريسةَ سوفَ ينتابُها خدر خفيف أمامَك، ما تزال
وتذهل حائرة تريدُ العودةَ ولا تملِكُ إلا أن تأتيك؛
أسيرةً لِنظرتِكَ تمامًا
وعَجزُها المذعورُ هناكَ: هل سأموتُ فِعلاً؟ أليسَ حلمًا وأصحو؟
ترتخي بطنُها ..
والأقدامُ تغوصُ في رملٍ
ليسَ هُناك
مثلي
تختارُ ليالي القمرِ
كي تسبحَ في زرقةٍ حرة
وتراودُ في مكانكَ فريسةً تستحمُّ في أثيرِ الغابة
ثم تطلق في زهد لا نهائيٍّ عوائينِ في عبثٍ، وبلا أدنى مبالاة
هكذا: ها أنا
ها أنا
أعرفت؟
وتعود
"الجميلة سوف تأتي"



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.