كم قلتِ لي في الحلم تدركُ
علّة النون التي تؤيكَ يا محظوظُ
خِفْتَ .. فكنتَ نقطتها وصفوَ حليبها
آواكَ ربُّكَ .. كلما آتاكَ من أقصاكَ آلاءَ الإشارةِ
في كفوفِ النونِ يحملُها إليكَ حديثُه
وحديثُ روحكَ قُبْلةٌ يا ابني
ويا ابنَ دمِ البناتِ الساهراتِ عليكَ
يا قمرَ البيادر أسمرا
خافت عليك صباحُ أمُّك .. عمرَها
خافت عليك أخَ البناتِ وحضنَهنَّ
فمسّدتك بطلةِ الشرفاتِ فيكَ
وطلةِ الأبراج والآلامِ في أعدائها
وجريتَ ناحية النخيل الغضِّ
تقطف شوكَه وجفاءَ صبوتهِ
وتخطفُ من دم الثعبانَ قوسَ الشعرِ
ترقبُ في انتظارك أسفلَ النخلاتِ
جلدَ الحيةِ الرقطاءِ..
قشّرهُ احتكاكُ حنينِها بالجُحْرِ والكرنافِ
يلمعُ ما تسلّخَ من جلودٍ في النهارِ كأنه قزحٌ
وأنتَ أسىً تقشرُ جلدَ روحك في قصيدك ..
كلما سمكتْ جلودٌ ..
راحَ يبدلها القصيدُ
على الحجارة والشراشفِ أنهرا
هذا بكائي قل لمريمَ ما جرى
قل خاف قربًا والحنينُ تخثَّرا
أو دُلَّ روحي كيف يركضُ مُقْعَدٌ
من غيرِ مَا قَدَمَيْنِ هلْ يُطْوَى الثرى؟!
هبْني جناحًا واحدًا قد حزتُه
لابدَّ لي من آخرٍ كيما أَرَى ..
كسري بأجنحتي وليس يُراد لي
جَبْرًا فتقرأني الصغيرةُ طائرا ..!