مازال سراً سندباد
أشرف قاسم
وذهبتُ أبحثُ في بلاد ِالحزنِ
عن وجهٍ طهورٍ
يطلقون عليه إسمَ
السندباد
قالوا :
هو الوطنْ الذي
كم عشتَ تحلمُ
أن تعود إليه
مِن بعد البِعادْ
وهو ابتسامُ الفجرِ
يأتي معلناً
موتَ السوادْ
وهو الجداولُ
والبلابلُ
والسنابلُ
والحصادْ !
* * * * * *
فتشتُ في كل البلادِ
سألتُ عنه
لعلني ألقاه في وجهِ الصغارْ
ومسحتُ كُلَّ شوارعِ
المُدنِ التي
عاشت معي
حُلمَ النهارْ
ورسمته فوق الأزقَّةِ
والمداخلِ
والمخارجِ
والحوائطِ
والبحارْ
* * * * * *
الوجهُ وجهُ حبيبتي
والكفُّ كفُّ البائسينْ
والثغرُ عقدٌ مِن زهورٍ
تاه – يوماً –
عن رِكابِ الياسمينِ
رفَّتْ عليه بُسَيْمةٌ خَجْلى
يزوقها بريقٌ
مِن حنينْ !
والعينُ سِرٌّ كامنٌ
مازال يرفضُ
أن يبينْ !
* * * * * *
وسألتُ عنه العائدينَ
لعلهم – يوماً – رأوه
وصافحوا الوجه الطهور ْ
قالوا :
سمعنا عنه في بلد العجائبِ
أنه يأتي
فيكسو الأرض َ
أزهاراً
ونورْ !
وإذ تبسمَ تولدُ الأحلامُ
من عينيهِ
أبكاراً
وتنسكبُ العطورْ
لغيابه طعمُ التوجعِ
رغم أنَّ غيابَه
ركْبُ الحضورْ !
* * * * * *
وسألتُ عنه البحرَ
قال البحرُ :
مثلُكَ أنتظِرْ
- ولِمَ انتظارُكَ
قال :
من عينيه زُرقةُ مائِيَ الرقراقِ
والنفحُ العَطِرْ
* * * * * *
وسألتُ عنه الأصدقاءَ
إذا تجمع شملهم عند المساءْ
قالوا :
قرأنا عنه في الكُتُب القديمةِ
واستمعنا صوته
يأتي
مع المَّوال
وحْيَاً
مِن سماءْ
وإذا التقينا
كان أوَّلَ ما يُقالُ
وكان آخرَ ما يُقالُ
وكان أنوارَ اللقاءْ
..................
والوجهُ ؟
قالوا :
ما رأينا ذلك الوجهَ
الذي ما زال سِرَّاً
في ضمير الغيبِ
في رحِمِ الخفاءْ !