الرئيسية » » مازال سراً سندباد | أشرف قاسم

مازال سراً سندباد | أشرف قاسم

Written By Unknown on الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014 | 3:48 ص



مازال سراً سندباد
أشرف قاسم 


وذهبتُ أبحثُ في بلاد ِالحزنِ 
عن وجهٍ طهورٍ
يطلقون عليه إسمَ
السندباد
قالوا : 
هو الوطنْ الذي
كم عشتَ تحلمُ
أن تعود إليه
مِن بعد البِعادْ
وهو ابتسامُ الفجرِ
يأتي معلناً
موتَ السوادْ
وهو الجداولُ
والبلابلُ
والسنابلُ
والحصادْ !


* * * * * *
فتشتُ في كل البلادِ
سألتُ عنه
لعلني ألقاه في وجهِ الصغارْ
ومسحتُ كُلَّ شوارعِ
المُدنِ التي 
عاشت معي 
حُلمَ النهارْ 
ورسمته فوق الأزقَّةِ
والمداخلِ
والمخارجِ
والحوائطِ
والبحارْ

* * * * * *
الوجهُ وجهُ حبيبتي 
والكفُّ كفُّ البائسينْ
والثغرُ عقدٌ مِن زهورٍ
تاه – يوماً –
عن رِكابِ الياسمينِ 
رفَّتْ عليه بُسَيْمةٌ خَجْلى
يزوقها بريقٌ
مِن حنينْ !
والعينُ سِرٌّ كامنٌ 
مازال يرفضُ 
أن يبينْ !

* * * * * *
وسألتُ عنه العائدينَ
لعلهم – يوماً – رأوه
وصافحوا الوجه الطهور ْ
قالوا :
سمعنا عنه في بلد العجائبِ 
أنه يأتي 
فيكسو الأرض َ
أزهاراً
ونورْ !
وإذ تبسمَ تولدُ الأحلامُ
من عينيهِ
أبكاراً
وتنسكبُ العطورْ
لغيابه طعمُ التوجعِ
رغم أنَّ غيابَه
ركْبُ الحضورْ !

* * * * * *
وسألتُ عنه البحرَ
قال البحرُ :
مثلُكَ أنتظِرْ
- ولِمَ انتظارُكَ
قال : 
من عينيه زُرقةُ مائِيَ الرقراقِ
والنفحُ العَطِرْ

* * * * * *

وسألتُ عنه الأصدقاءَ
إذا تجمع شملهم عند المساءْ
قالوا :
قرأنا عنه في الكُتُب القديمةِ
واستمعنا صوته
يأتي 
مع المَّوال
وحْيَاً
مِن سماءْ 
وإذا التقينا
كان أوَّلَ ما يُقالُ
وكان آخرَ ما يُقالُ 
وكان أنوارَ اللقاءْ
..................
والوجهُ ؟
قالوا :
ما رأينا ذلك الوجهَ
الذي ما زال سِرَّاً
في ضمير الغيبِ
في رحِمِ الخفاءْ !


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.