بَرْقياتٌ عاجلةٌ
أشرف قاسم
1 – إلى وَلَدِى
إلى ولدى
الذي سيجيءُ بعدَ رحيلِ
عصرِ البيعِ للأوطانْ
إلى ولدى
الذي أدْعو
بألا يشْرب اللبنَ
الذي اخْتلطتْ بطُهْرته
سمومُ الجبنِ والإذعانْ
أقول له
بأني لمْ أبعْ يوما ً
ثَرى وطني
ولمْ أرقصْ
على أحبالِ سِيركِ
الزيفِ والبهتانْ
ولمْ أنهبْ قلادةَ جيده يوما ً
ولا امْتدتْ يدي غدْرا ً
ولا حرقتْ يبادره
ولا خنقتْ بلابلهُ
بعصرٍ يكرهُ الألحانْ
وأنّى عشتُ طولَ العمرِ
أرفع ُراية العصيانْ
وقلتُ المجدُ لله
وليسَ المجدُ للشيطانْ !!
2 – إلى بغْدادِ
ما زلْتُ أمْضى
والطريقُ طويلُ
ورحيلنا
يُفْضى إليهِ رحيلُ
يا مَنْ لها غنَّتْ طيورُ مشاعري
وعلى ضياها
قد بكى القنديلُ
بغدادُ
يا وجعا ً ينامُ بأضلعي
دمعُ الفراتِ
يغوص فيه
النيلُ !!
3 – إلى القُدْسِ
سجّلْ هنا ..
تاريخَ ميلادي ورقْم جوازي
خمسونَ عاما ً
عمرُ أحْزانى
ويافا موطني
وحكايتي كُتبتْ بدمْعِ قصائدي
وفصولها عند المساءِ
تُبَثُّ بالتلفازِ
خمسون عاما ً
والحكايةُ لمْ تزلْ
والقدسُ تحتَ حصارهم
لا الليلَ مَرَّ
ولا السعادةُ صافحتْ
وجه الصغارْ
ولا استراحَ القلبُ
مِنْ وجْهِ الحقيرِ
الغازي !!