لا يستظلُّ الراحلون سوى بقيظ قلوبهم
أشرف قاسم
لا يستظلُّ الراحلون سوى بقيظ قلوبهم
عادت ..
تسجل في سجل الزائرين
زيارتي
و أنا أسجل
في سجل الضائعين
ضياعي !
هل أعجبتكِ اللعبةُ
استلبتكِ
عند وداعنا
حتى استويتِ
على يدي
جرحاً
بعمقِ وداعي !
كلُّ الدروب تسير بي
لنهايتي
وأنا أسير مع الدروبِ
مُسَرْبلاً بفجيعتي
و محاصَراً
بجياعي
لن تقرئي بوجوهنا
غير الأسى
و اليُتْـمِ
و الليل الطويلِ
و همْهَماتِ السائرين
التائهين
بلا شعاعِ
سطَّرْتُ حزنَ البائسين
بواجهات قصائدي
و كتبتُ عن زمنِ اللصوصِ
و عن لُهاثِ الراكضين
الآن خلف رغيفهم
و كأنهم
سقْطُ المتاعِ !
و كتبتُ عن ألمٍ
يسافر في دماء الراحلين
بلا هدى
غُرباءُ في كل الموانئِ
و الشطوطِ
و مركبُ الغرباءِ
في وطني
بغير شراعِ !
لا يستظلّ الراحلون
سوى بقيظ قلوبهم
لا تستقر لهم حياةٌ
فوق أرضٍ
إنهم مثل القطيع
إذا اجتواهُ الراعي
هل تسمعين الآن
رجْعَ أنينهم ؟
تستخرجين لهم
صكوكَ فِكاكهم
من أسْرهم
تسقيهمُ الفرَحَ المُعَتَّقَ
في بعيدِ القاعِ ؟.!
أشجارنا يبُسَت
و جفَّت أرضُنا
ما أثمرتْ
إلاَّ تلالَ الملحِ
و الأوجاعِ !
هل تفتحين لنا
بساتين المُنى ؟
كي نستظلَّ هناك
تحت كرومِ أيام الغرامِ
يلفُّـنا رِيُّ الهوى
و روائحُ النُعْناعِ ؟
ما بيننا
" إفكٌ و محضُ خديعةٍ "
قال الذين بلا دليلٍ
سائرون
يُطَـأْطئون الهامةِ
الشمَّاءَ
في ظلِّ انتكاستهم
بلا بلحِ الشآم
و لا كرومٍ حَضْرَمَوْتِيٍ
أمامهمُ السرابُ
و خلفهم
" جيشُ الدفاعِ " !
نبكي على وطنٍ
بلا وجهٍ صريحٍ
نصطفيهِ
- وليس يشعر بالصبابةِ
غير مَن عانى الصبابةَ –
يرتدي في كل أُمسيةٍ
قناعاً زائفاً
لن" يسلمَ " الوطنُ البهيُّ
" من الأذى"
حتى يحق
على الذين
تناهبوا أرزاقنا
قطْـعُ الذراعِ !.