الرئيسية » » وصيّة وجمال | إبراهيم بركات

وصيّة وجمال | إبراهيم بركات

Written By Unknown on السبت، 31 يناير 2015 | 5:14 ص



وصيّة وجمال
 



ياليلُ الفجرُ سيسعدُنا ... فالقلبُ يضيقُ من العتِمِ
وشروقُ الشمس تعاودُنا ... أحياءً من بعد العدمِ
إلّا مَن كانوا في حُجب ... عبّاداً في وحل الظُلَمِ
يرجون الواحدَ خالقَهم ... والروحُ ترفّعُ في القممِ
والنفسُ تقلّبُ في نُزِلٍ ... ما دامتْ تسمو في القيمِ
والعلمُ ليُعرف فارسُه ... في حدّ السيف أو القلمِ
واصبرْ فالصبر مكانتُه ... في عرف الشّرع مع الكرمِ
إياك ودنيا تقدّمها ... فالدنيا زوالٌ من قدمِ
إنْ كُنتَ بوصفكِ منتَقَداً ... فالعار ليلصقُ كالوشم
واتركْ في النّاس مطامعَهم ... واخفضْ من صوتِك واستقمِ
إن كان كلامُك مضيعةً ... فالصمتُ أحقُّ من الكلمِ
واحفظْ للنفس محاسنها ... فالنفسُ لترقى في الهممِ
والعجزُ لنفسك مفسدةٌ ... تحيا بهمومٍ أو ألمِ
والبخلُ يقود إلى عدمٍ ... تسعى بقيودٍ للندمِ
والظلمُ طريقٌ مختصرٌ ... ويعودُ بذلٍ أو نقمِ
وشبَابُك خليّ منتهيٌ ... فاعملْ من ذلك للهرمِ
أعراضُ الناس محصنةٌ ... فاجعلها بحفظٍ واحتشمِ
إن كنت عَن الشرّ منتهياً ... ستكنْ بشموخك كالهَرمِ
أو كنت بأمرك منشغلًا ... فعُلوِ صفاتِك كالعلمِ
والدعوةُ أمرٌ مُلتزمٌ ... إنْ قيلَ: تعالَ فقلْ :نَعَمِ
واسمعْ كلماتي في حذرٍ ... لا تكنْ في أُفولٍ أو صممِ
فرسولُ اللهِ يعلمنا ... لنكونَ صروحًا في الأممِ
فهو المختارُ وقائِدُنا ... خيرٌ من عُرْبٍ أو عجمِ
ففداه النفسُ وحلتُها ... عدلٌ في حربٍ أو سلَمِ
لا يأتي الظلمَ يفارقُه ... وسَطٌ في حِلٍّ أو حرمِ
وطبيبُ النفس يهذبُها ... من كل شرورٍ أو سقمِ
وتطيبُ النفسُ بسيرتِه ... أنوارٌ من أبهى الشيمِ
والنورُ يشّعُ بدعوته ... وتئِطُ الأرضُ من النعمِ
لا يفْرقُ بين أحبته ... أسيادِ بلادٍ أو خدمِ
فالكلُ بحبٍ يجمعُهم ... حبٍ يتعالى من عظمِ
فحباك اللهُ معلمَنا ... خُلُقَاً والنّطقَ من الحِكمِ
والخيرُ لشخصِك مكتملٌ ... في خَلْقٍ أو خُلِق و فمِ
وصفاتُ عُلوكَ ظاهرةٌ ... من قبْل الخلق أو النسَمِ
أيضرُ علوك مهزلةٌ ... من قولِ وضيعٍ أو وجمِ
والقلبُ بحبك ممتلئٌ ... يجري بعروقٍ لي كدمي
فصفاتُ الهادي في قممٍ ... نورٌ وحياءٌ في بسمِ
يعطي المحتاجَ بلا عددٍ ... سمحٌ بعطاءٍ أو حُكِم
واللهُ الخالقُ زيّنه ... في العلمِ وفي أزكى الحُلُمِ
فهو المتبوع لكل أخٍ ... ولكل خلوقٍ ملتزمِ
والأمرُ بوصفه معضلةٌ ... في قولٍ أو خطِ القلمِ
فاللهُ كمّل خِلقَته ... بجمالِ الكونِ ومِن قِدمِ
فافخرْ برسولِك يا رجلًا ... واحذرْمن زلاتِ القدمِ
وسلامُ اللهِ على قمرٍ ... نورٍ في الكونِ وَفي الأممِ


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.