مَوَاسِمُ الْوُصُول
أحمد الحاجي
*** مَوَاسِمُ الْوُصُول ***
أَضِيئِي شُمُوعَ الْأَنَاشِيدِ شَدْوَا
وَزِيدِي الْحَنِينَ وَغَنِّي طَوِيلاَ
وَصُبِّي لَنَا كَأْسَ حُلْمٍ وَسَلْوَى
لِنَغْرَقَ فِي الْيَاسَمِينِ قَلِيلَا
وَهَاتِي جُنُونِي قَصِيدًا وَ نَجْوَى
لِأَجْعَلَ مِنْ أُمْنِيَاتِي سَبِيلاَ
فَهَذَا الْمَدَى صَارَ قَفْرًا وَخُلْوَا
وَأَصْبَحَ صَمْتُ الْمَسَاءِ خَلِيلاَ
***
بَكَى الْقَادِمُونَ حَنِينًا وَذِكْرَى
وَشَدُّوا الرِّحَالَ إِلَيْنَا أَصِيلاَ
وَسَارُوا مَعَ الرِّيحِ وَ الرِّيحُ سَكْرَى
تُصَوِّرُ حُزْنَ الْمَسَاءِ عَوِيلاَ
وَتَاهُوا مَعِي فِي مَسَارِبَ أُخْرَى
فَصَارَ الْهَوَى قَاتِلاً وَقَتِيلاَ
أَعِدِّي لَهُمْ مِنْ شَرَابِكِ صَبْرَا
فَإِنَّ وِصَالَكِ كَانَ رَحِيلاَ
***
مُرِيدُوكِ سَارُوا نَهَارًا وَلَيْلاَ
كَأَنَّ الْوُصُولَ غَدَا مُسْتَحِيلاَ
مَشَوْا وَالْقَصَائِدُ بِالصَّمْتِ حُبْلَى
وَنَارُ التَّرَقُّبِ كَانَتْ دَلِيلاَ
فَقُومِي فَأَنْتِ مِنَ الْحُبِّ أَحْلَى
وَغَنِّي مَعِي كَيْ نَمُوتَ قَلِيلاَ
أَتَانِي الْمَسَاءُ فَغَنَّيْتُ لَيْلَى
وَأَصْبَحَ صَمْتُ الْمَسَاءِ جَمِيلاَ