الرئيسية » » صمت | ألفونسينا ستورني

صمت | ألفونسينا ستورني

Written By Unknown on السبت، 18 يوليو 2015 | 5:28 م

صمت
في أحد الأيام سأكون ميتة، بيضاء كالثلج،
رقيقة كالمنامات في مغيبٍ ممطر.
في أحد الأيام ميتةً سأكون، باردةً كالحجر،
هادئةً كالنسيان، كاللبلاب حزينة.
سأحقق في أحد الأيام حلمي المسائي،
ذاك الحلم الغالي حيث تنتهي الطريق.
سأنام في أحد الأيام مع حلم فسيح فسيح،
حدّ أن قبلاتكَ نفسها لن تستطيع إحياء الخدر.
في أحد الأيام سأكون وحيدة، مثلما الجبل وحيد
بين الصحراء الشاسعة والبحر الذي يغسله.
سيكون ذلك المساء طافحا بالرقة الإلهية
بالعصافير الصامتة والنفل البرّي.
وسيدخل الربيع الزهري مثل شفة طفل
من الأبواب بلهاثه المعطّر.
وسيضع الربيع الزهري - الربيع الزهري أجل! -
وردتين صفراوين على خدّي...
الربيع الرقيق، ذاك الذي وضع ورودا
قرمزية وبيضاء على يديّ الحريريتين.
الربيع الرقيق نفسه الذي علّمني أن أحبك
الربيع الذي ساعدني في الوصول إليك.
آه من المساء الأخير الذي أتخيّلني فيه ميتة
مثل أنقاض مدينة ألفية وخالية!
آه من ذلك المساء الذي يشبه صمت البحيرات
الصفراء والساكنة تحت شعاع القمر!
آه منه مساءً ثملا من التناغم الكامل:
كم مريرة هي الحياة، وكم هو الموت مستقيم!
الموت المنصف الذي يحملنا إلى النسيان
مثلما يستقبل العش عصفورا تائها.
وسيقع في بؤبؤيّ ضوء خيِّر،
الضوء الإلهي الأزرق للساعة الأخيرة.
ضوء خافت سينزل من السماء
وسيسكب في عينيَّ حنوّ غلالة.
ضوء خافت سيغمرني كلّني
بحجابه اللامحسوس كطرحة عرس.
ضوء سيهمس في روحي على مهل:
"الحياة كهف، الموت هو الفضاء"،
وسيمحوني في سكون بطيء وسامٍ
مثلما عند الشاطئ الذهبي يمّحي الزبد.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.