الرئيسية » » الطاووس | أحمد أنعنيعة

الطاووس | أحمد أنعنيعة

Written By Unknown on الاثنين، 10 أغسطس 2015 | 6:14 ص




الطاووس
كانت الشمس في نسائمها الصيفية تلسعني ...فكرت في الجلوس قليلا لأستريح في مقهي ....كثلة من اللحم الخشن اعياه الحر ولفح الشركي الساخن...ارتسمت الدهشة على جبيني وأنا اراقب فتاة بهية الطلعة وقفت امامي...كرمتني بنورها ...كستني بظلالها وآنا على طاولتي انتشي كاس قهوة مرة سوداء...كانت دقيقة الجدران...مثلثات ومربعات وحلزونيات متنوعة تفصلها اضلاع رباعية وخماسية وسداسية منتظمة...كانت تجمع من الازهار ما يلقح كل الاشجار...روائح تنقلها رياحي لتلطف رحيقي...وتطير امامي اخف من ريشة في هواء ثائر...بدأت احلم بنسائم الشمس على بشرتي...وفي اقصى حلمي كنت انتظر قمرا يعرفني...بدأت ذرات الماء تعلو في كاسي...ولا يفصلها عن حواشيه إلا طبقة دقيقة من الالوان الحمراء...بدا طيفها يطفو فوق طيفي ورذاذ العرق ينهمر على وجهي..بدأت افكر في الافتراس...ثم تنازلت عن وجبتي...تأففت...استنكرت...بدأت امتص لعابي وأحيانا احرك اصابعي دون جدوى بل اصطنع لجسمي حركات كاملة ...مرة الى الامام وأخرى الى الوراء...كان الغرور يستبد بي فاظهر شجاعتي...اتثاءب قليلا لأبدل خطتي دون استشارة من حولي لئلا يفسدوا علي خطتي ثم انكمش...كنت كمن يريد فصل الفلفل الاحمر عن الملح...واحترت في اختيار صديق...لم اتمكن من كسب بلد ازوره كل سنة...حملتها في قلبي لأحلم بأشجار ليمون وأغصان زيتون بكل الوان الشوق...فأصبحت كالبراق اطير في كل الجهات ازرع بيارق الحب على جبينها وأعود الى هدوئي...كم دعوت الى الاخلاق واستنجدت بالعقل والمعرفة لكن العالم كان يسير ببطء شديد...انها لوحات متسلسلة ومتشابكة فصولها...وبطلة تظهر في كل المشاهد من اولها الى نهايتها...كم تحسست بطني لأنقل اليه الاحساس بالجوع كأني دب يطارد نحلا ليلتهم عسله...كم دعوتها الى للحديث بالقرب مني لتنعم عيوني بالنظر الى عيونها...ولكنها كانت ترد بشعر عذب جميل...لا...ولم يمر بي وقت طويل حتى علمت انها هي التي كانت السبب الاول في وجود كل اشيائي...وان سبب عقمها هو خجلي...عروس لا تزهو بها الا الغربان...لكنها ما زالت تبدي حسنها وجمالها لتنتظر دوري...او ربما انها قالت في نفسها انه ليس للطاووس ريش طويل في جناحية وباتت تحلق كما تشاء.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.