والشجرةُ عادت .. وحدَها
تأَهَّبَ قلبي يومَها بكامِلِ عُدَّتهِ؛ القوسِ والفخاخِ المُدَرَّبةِ بعناية
خَبَّأ أغنيتيْنِ في جيوبِهِ السرِّيَّةِ وتَرَدَّدَ بخُصوصِ القصائِدِ العاطفيِّة
وعندما عادتِ الشجرَةُ للبيتِ وحدَها على حافةِ الليلِ وكانت تَرتجفُ بشدَّة؛ كنتُ حائرًا بصراحةٍ وقتَها: هل أُشعِلُ حطبًا أمامَها؟ وكيفَ أحمِلُها على الكلامِ والحالَةُ تلكَ؟
ولكن الأنثى أنقذتني
مِن لا مكانٍ جاءتْ، وكانت تَعرفُ رطانةَ الشجِرِ ولَهجاتِه
جاءت الأنثى، والشجرةُ نَسِيَتْ ارتجافَها ورَمت نظرَةً لم تُخطِئني، نظرَةً خضراءَ بالطبعِ لكنها كانت تومِضُ بَعضَ الشيءِ .. والأنثى أيضًا رأتها وسالَ حديثٌ في لونِ الندىَ ربَّتت بعدهُ على جذعِ الشجَرِة فانهارتِ الأخيرةُ في النحيبِ، وكانَ نحِيبُها أيضًا أخضرَ، والأنثى قالت: هكذا أفضلُ ستنجو .. ومالتْ إلى حقيبَتِها وأخرَجتْ قلبي في قفصٍ مِن ضَحِكاتٍ رائحتُها بلّورٌ وزجاجٌ مهَشَّمٌ، وقالت: لا تتركْه يَخرجُ وحدَهُ إلى الغابة