...جاءت ولمَّا تأتي....
نَامَت على خَدِّي الضَّفائرُ وارتمت
خلفَ الحروفِ فأينعتْ كلماتي
مذ جاءتِ الشَّقراءُ تطلبُ خافقي
عجزَ الفؤادُ بأن يخاطبَ ذاتي
هربتْ إلى قلبي وقيديَ غافلٌ
وتلذذتْ قتلي بغيرِ مماتي
كالغيثِ حينَ هما وأحيا وردةً
ورمى عليها أثقلَ القطراتِ
نفسي تُحَمّلُ كلَّ يومٍ قطرةً
هي مبتدى ألمي وسرُّ نجاتي
مصقولةً كالماسِ حينَ توسَّدتْ
ظلَّتْ تضيئُ كآخرِ النجماتِ
وتخلَّلتْ بين الجمالِ وحسنِهِ
فتألَّقتْ كالنُّورِ في الظلماتِ
يامن يخيُّمُ كالظِّلالِ على فتى
في الحرِّ أنفقَ أعذبَ اللحظاتِ
رفقا به مازال غرَّاً قلبُهُ
تختلُّ نبضتُهُ من النظراتِ
قد ظنَّ أنَّ الحبَّ ألمٌ عابرٌ
لم يدرِ أنَّ الحبَّ كالسَّكراتِ
لو أنَّ للأبدانِ داءٌ واحدٌ
ماقيستِ الجنَّاتُ بالدرجاتِ
مجهولةَ العينين ناشرةَ اللمى
شفقاً بدا في واضحِ الوجناتِ
كيف استطعتِ بأن تحاربي دمعتي
أن تبني لي وطناً من البسماتِ
أن تعبري كالهمسِ بين خواطري
كيف ارتديتِ الحرفَ في أبياتي
هل لي بمفتاحِ السرورِ ودربِهِ
فيداكِ تملكُ أقصرَ الطرقاتِ
أني أُحارُ وليس يطفئُ حيرتي
إلا انتظامُ العَقدِ بالحبَّاتِ
إحداها إن سقطت..سقطنَ توالياً
وعلى النُّحورِ بَدَينَ كالعَبراتِ
وكذاك أنت إذا أتيتِ نَكرتني
ونثرتِ في كفِّ الرياحِ فُتاتي
وإذا رحلتِ خوى الفؤادُ كأنَّما
رَوضُ الجنانِ خوت من النَّسماتِ
ياقاضيَ العشَّاقِ كن لي منصفاً
فحبيبتي جاءت ولمَّا تأتي