رَيْحَانَةٌ ذَاعَتْ وَشَفَّ نَضِيرُها....فَتَضَوَّعَتْ وَالصُّبْحُ جَاءَ يَزُوْرُهَا
والنَّجْمُ يَهْرُبُ لِلْخَفَاءِ وتَائِبٌ.....مِنْ ذَنْبِهِ يَسْرِي إِلَيهِ عَبِيرُهَا
صَاحَتْ زَغَارِيدُ الصَّبَاحِ ورَتَلَتْ.....لَحْنَاً رَقِيقَاً فِي السَّمَاءِ طُيورُهَا
تَحْكِي البَلابِلُ لِلنَدَى عَنْ حُلْمِهَا....هَمْسَاً فَتَسْمَعُ مَا تَقُولُهُ دُورُهَا
فِيْ فُسْحَةِ الدَّارِ المُعَتَّقِ بَحْرَةٌ.......يَنْسَابُ كَالْمَاءِ الغَدِيْرِِ نَمِيرُهَا
وَتَطُوفُ حَوْلَها طِفْلَةٌ شَامِيَّةٌ.......غَدَقُ المِيَاهِ على الرُّخَامِ يُثِيرُهَا
شُقْرٌ ضَفَائِرُها طِوَالٌ كُلَّمَا.............لَعِبَت بِها النَّسَماتُ زَادَ سُرُورُهَا
ويَزِيْدُ دِفءَ القَلْبِ رَشْفَةُ قَهْوَةٍ.....مُزِجَتْ بِعَبَقِ اليَاسَمِيْنِ عُطُوْرُهَا
لَو أنَّ شَمْسَاً أَرْسَلَتْ أَنْوَارَها.........نَحْوَ. الأَزِقَّةِ. قَبَّلَتْها ثُغُوْرُهَا
فَتَرَى على قِبَبِ المَسَاجِدِ لَمْعَةٌ.....يَهْدِي الحَمَامَ إلى المَآذِنِ نُوْرُهَا
فِي الشَّامِ ثَوْبٌ أَخْضَرٌ مُتَعَشِّقٌ.....بَيْنَ الحِجَارَةِ تَرْتَدِيهِ قُصُورُهَا
هَذا صَبَاحُ الشَّامِ أَرْوَعُ صُوْرَةٍ......لَو أنَّها رُسِمَتْ لَقَلَّ نَظِيرُهَا
كُلٌّ يُصِيْبُ مِنَ الجَمَالِ مَلامِحَاً....والشَّامُ تَأبَى فَالجَمَالُ أسِيرُهَا